كثيرة هي المعلومات التي بدأت تُعلن عن العلاقة الوثيقة بين النظام الإيراني الحالي وبين تنظيم القاعدة الإرهابي، ففي كل يوم تُكشف عن ارتباطات دقيقة وأجندات مشتركة وتفاهمات وتجاوزات ما كان يشاع من اختلاف مفاهيم من يحكمون إيران وبين من يقودون القاعدة، على اعتبار أن كلا الطرفين يمثلان قطبي التشدد في نظرتهما العقائدية، إلا أن ما كُشف من معلومات مؤكدة بأن ما كان يُقال عن تقاطع أهداف ومصالح الصفويين في إيران مع الخوارج الجدد، ما هو إلا غطاء لتمرير تعاونهما الإرهابي، فالنظام في إيران الذي يتبنى ويرعى كلَّ المنظمات والجماعات الإرهابية وجد في القاعدة ضالته في إشغال القوى الدولية والإقليمية التي تحاصره، كما أنه رأى في أعمال القاعدة الإرهابية مبرراً لإطلاق ودعم جماعات إرهابية للرد على أعمال القاعدة التي تستهدف مكوناً مذهبياً يزعم النظام الإيراني الدفاع عنه، أما القاعدة فرأت في نظام طهران ملاذاً آمناً لا يمكن أن يكون متاحاً لعناصر القاعدة الإرهابية لاختلاف المعتقد المذهبي.
كل هذه التصورات والاعتقادات النمطية السابقة أخذت تتهاوى بعد أن أظهرت المعلومات أن أخطر قادة القاعدة يقيمون في إيران، وأن المنظمات الإرهابية ذات العلاقة بإيران تقدم دعماً لوجستياً غير معلن للقاعدة. أما أكثر ما كشف عنه في الأيام الأخيرة خطورةً هو تهريب العديد من عناصر تنظيم القاعدة في العراق المعتقلين في السجون العراقية إلى إيران، حيث أُعلن من قبل جهات برلمانية وسياسية في العراق من أن إرهابيي القاعدة الذين يقضون عقوباتهم في سجون البصرة والحلة وبغداد تم ترتيب هروبهم من تلك السجون وتأمين وصولهم إلى إيران كملاذ آمن لهم.
الأخطر من ذلك الكشف عن أن 35 مطلوباً أمنياً سعودياً من معتنقي الفكر الضال والذين أعلنت عنهم وزارة الداخلية السعودية من أصل 85 عنصراً موجودون في إيران.
هذه القرائن تؤكد عن تحالف وثيق بين النظام الإيراني وتنظيم القاعدة الإرهابي، وأن إيران تحوَّلت إلى ملاذ آمن للإرهابيين جميعاً دون النظر إلى أي خلافات مذهبية يتحدثون عنها كثيراً للتغطية على تعاونهم الإرهابي.