بقلم: رون أشكيناز:
لا خيار كبيراً أمام المدراء حين يتعلّق الأمر بالتحديات التي يواجهونها، أكان مصدرها المنافسون أو العملاء أو الاقتصاد. وإنما بإمكانهم الاختيار بين التعامل مع هذه التحديات كمشاكل أو فرص.
في ما يلي مثل عن مديريْن يواجهان التحدي نفسه - قام أحدهما باعتباره مشكلة يجب تخطيها، بينما اعتبرها الآخر فرصة للتجديد:
وبالرغم من اختلاف مجاليْ عملهما، تعتمد شركتاهما على الحكومة الفدرالية الأميركية في جزء كبير من الأعمال. ويشير ذلك إلى أنه لا بد لهما من مواجهة التقليص الشديد في الإنفاق الحكومي المتوقَّع أن يحدث السنة المقبلة. فكيف تتصرفون إزاء احتمال أن يعمد أحد أهم عملائكم إلى خفض كبير في إنفاقه خلال الأشهر القادمة؟
قام المدير الأول بتقليص الميزانية الخاصة بشركته. وعبر اتخاذ مقاربة صعبة وتحليلية، توقع الفريق الأقسام التي قد تشهد تراجعاً في الطلب (والعائدات)، ثم وضع سيناريو لتقليص حجم الشركة ليتناسب مع نماذج العائدات الجديدة. وقد بدت طريقة العمل هذه معقولة، وإن كانت مؤلمة. إلاّ أنه وبالنظر إلى الحساسيات المتعلّقة بخسارة الوظائف المحتملة، قام بتنفيذ هذا العمل فريق صغير، في حين تراجعت معنويات الفريق بشكل عام.
وفي المقلب الآخر، قررت المديرة الثانية استخدام أزمة الميزانية كحافز على تجديد أعمال الشركة مع الحكومة الفدرالية. فقامت خلال اجتماع خارج مقر الشركة بتحدي فريقها لتحديد ما قد تتطلّبه زيادة العائدات. وقد دفع ذلك بأعضاء فريقها إلى إعادة صياغة المقاربة المتعلّقة بدخول السوق والتوصل إلى أساليب يتم من خلال نقل الأعمال المتراجعة إلى شركاء آخرين في ظل إعادة توزيع مواردهم الخاصة على مصادر نمو محتملة. وبدأ فريق آخر في الوقت نفسه بالنظر في عمليات تسريح محتملة وخيارات إعادة هيكلة في حال لم تؤدِ الأفكار المتعلّقة بالنمو إلى أي نتيجة.
ولا شك أننا لن نتأكد من نتيجة هذه الاستراتيجيات حتى فترة لاحقة من السنة المقبلة. ومن الممكن أن يضطرّ المديران إلى التحوّط وتقليص تواجد شركتيْهما. إلاّ أنّ الشركة الثانية تملك على الأقل فرصة الخروج بشكل أقوى وأكثر كفاءة لأنّ المديرة حوّلت عمليات تقليص الموازنة الوشيكة من مشكلة إلى فرصة. وفي المرحلة الانتقالية، تمكّنت من تكوين فريق عمل أكثر تحفيزاً وتركيزاً على مهامه.
* رون أشكيناز هو شريك في إدارة الشركة الاستشارية «روبرت إتش شافر أند أسوشييتس». شارك في تأليف كتب بعنوان «The GE Work-Out» أو «ذا جي إي وورك أوت»، و»The Boundaryless Organization» أو «مؤسسة بلا حدود»، و»Simply Effective» أو «فعال ببساطة».
© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.