|
بين الغفلة والرقابة خيط رفيع، أحيانا يسمى الثقة، وأحيانا ينبع من الطمأنينة التي في غير محلها، وكثير من الشباب ابتلعتهم مزالق الانحراف والضياع والدمار في غفلة من رقابة الأهل، وفي أحيان كثيرة يكون الدلال هو السبب، وهذا الأخير لا ينتبه إليه كثير من الآباء وأولياء الأمور حتى يقع الفأس على الرأس، ويصعب إنقاذ ما تبقى من حياة الشباب، ويكون التدليل هو السبب المباشر والذي يقصد منه غالبية الآباء إرضاء الأبناء ومحاولة سد احتياجاتهم حتى لا يحتاجون إلى الآخرين ولكن تحدث نتيجة عكسية يكون حصادها الحسرة والندامة.
قصتنا الواقعية لهذا العدد شاب مدلل من عائلة ثرية، كانت كل طلباته مجابة، وتحت يديه كافة الإمكانيات والاحتياجات، ويتم ذلك في ظل غفلة الأهل وثقتهم التي في غير مكانها، وعدم المراقبة والمتابعة، وفي غضون ذلك استقطبه أصدقاء السوء الطامعون في ماله، وضموه إلى جلساتهم التي كانت تفيض بتعاطي المخدرات، وبعد مرور الوقت بدأ الشاب ينتبه إلى خطورة ما انجرف إليه من خطأ جسيم، محاولا تصحيح المسار، وعدم الانجرار إلى المزيد من الانزلاق مع الرفاق السيئين، لكن أصدقاءه شعروا بأن مصدرهم المالي ربما يضيع، في حال صحوة هذا الشاب وابتعاده عنهم، فدسوا له الهيرويين في المشروب وشيئا فشيئا بدأ يدمنه، حتى أصبح هو من يغدق المال في شراء تلك المخدرات، وأصبح أصدقاؤه يشجعونه على شراء المخدرات بكميات كبيرة لتكفيهم، وظل على هذه الشاكلة، يجود عليهم بأنواع وكميات الحبوب المخدرة، وهم يثنون عليه ويشجعونه، ويمنحونه ألقاب البطولة والشهامة، حتى انتهى به الأمر في يوم من الأيام إلى تعاطي جرعات زائدة أودت بحياته، وكانت نهايته خسرا، وما يؤسف له حقا أن تنتهي حياة شاب في مقتبل العمر تحت تأثير المخدرات، التي تجلب بأموال والده التي ينبغي أن تصرف فيما يفيد وينفع، لكن الطريق الخطأ لا يفضي إلا إلى النهاية الخاطئة والعياذ بالله.