القادم من الخارج عبر مطارات المملكة يتوقع مستوى أفضل من الخدمات التي يجدها في هذه المطارات.. بل إنه يُصدم من تردي هذه الخدمات حين يقارنها بما يجده في مطارات دول أخرى ذات إمكانات أقل من الإمكانات المالية والمعنوية للمملكة. كان مطار الملك خالد أعجوبة معمارية عند افتتاحه، وكانت الخدمات التي يجدها المسافر عبره تضاهي ما هو موجود في المطارات الكبرى في بعض دول العالم وتتفوق على ما هو موجود في مطارات المنطقة العربية والخليجية.. لكن ذلك كان عام 1983 عندما تم افتتاح المطار!!
لقد مرت سنوات طويلة منذ ذلك العهد.. وإذا كنا قد توقفنا فإن العالم من حولنا لم يتوقف، وأقرب مثال على ذلك مطارات بعض دول المجلس مثل مطارات دولة الإمارات العربية المتحدة.
إنهم في أبو ظبي يبنون الآن مطاراً رائعاً سيزيد من الفجوة بين مطاراتنا ومطارات دولة الإمارات، وأنا مع التنافس لأن التنافس هو الذي يدفع إلى بذل الجهد وتحقيق النجاح والتفوق. لكن النجاح يعني الانهماك في العمل وعدم الإخلاد إلى الراحة تحت وهم تفوقٍ كان موجوداً ولم يعد له وجود الآن..!!
مطار أبو ظبي الذي يبنونه بهمة تسابق الزمن سوف يستوعب ما يصل إلى أربعين مليون مسافر سنوياً عند اكتماله.. لكن هذه القدرة الاستيعابة لا تعني عشوائية التعامل مع المسافرين وتقديم خدمات متدنية.. فمبنى المطار الذي سيتجاوز سبعمائة ألف متر مربع الذي سيكون بحجم ثلاثة ملاعب لكرة القدم يحتوي على حديقة داخلية بمساحة 8400 متر مربع، وسيضم مرافق تجارية بمساحة 18000 متر مربع ومطاعم ومقاهي عالمية بمساحة 10000 متر مربع. أما التفاصيل الفنية عن الأرصفة وعدد الطائرات التي تستوعبها أرصفة المطار ومنافذ إنهاء إجراءات السفر ونظم نقل واستقبال الأمتعة وغيرها فهي، ببساطة، شيء مذهل.. بما في ذلك الطراز العمراني البديع الذي سيكون عليه المطار..!
إنني أعتبر ان كل نجاح تحققه دولة من دول مجلس التعاون هو نجاح لنا جميعاً.. فرغم أن طموحاتنا تظل أكبر كثيراً مما تحقق في مجال التكامل الخليجي إلا أن المواطنين الخليجيين ـ فيما أرى ـ تجاوزوا الأجهزة الرسمية الخليجية في مدى التكامل والاندماج.. ولهذا نرى السعوديين، على سبيل المثال، يملأون المجمعات التجارية والفنادق والمطاعم في دبي.. ونجدهم في البحرين وفي قطر وفي دول المجلس الأخرى.. ولهذا يسعدنا جداً ان يكون مطار أبو طبي الجديد الذي سينتهي العمل به عام 2017 بهذا المستوى العالمي الرائع فهو لنا نحن أيضا.. ولكن كل ما نتمناه هو أن تظل بلادنا في مقدمة الركب وألا نتخلف عن غيرنا، ومن ذلك ضرورة النهوض بمستوى مطاراتنا وتطوير خدمة النقل الجوي.
ومع ذلك نظل متفائلين بما نسمع عن خطط لتطوير بعض مطارات المملكة.. ونرجو أن ترى النور قريباً وبما يتوازى مع الميزانيات المرصودة لها.
alhumaidak@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض