إن العظماء من الناس يقدّر الله النفع بآثارهم في حياتهم وقد يزيد النفع بعد مماتهم أضعافاً مضاعفة عمّا كان في أيامهم.. ومن هؤلاء الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله- مؤلف كتاب (هكذا علمتني الحياة) الذي طبع في سنة 1382هـ وجمع فيه خواطره التي تعلمها من حياته.
ومن بين تلك الخواطر:
- إذا كنت تحب السرور في الحياة فاعتنِ بصحتك, وإذا كنت تحب السعادة في الحياة فاعتنِ بخلقك, وإذا كنت تحب الخلود في الحياة فاعتنِ بعقلك, وإذا كنت تحب ذلك كله فاعتنِ بدينك!
- لا تحتقرن أحداً مهما هان, فقد يضعه الزمان موضع من يرتجى وصاله ويخشى فعاله!
- سرّ النجاح في الحياة أن تواجه المصاعب بثبات الطير في ثورة العاصفة!
- لا يكون همّك أن تكون غنياً, بل أن لا تكون فقيراً. وبين الغنى والفقر منزلة القانعين!
- لا تهمل العناية بصحتك مهما كانت وجهتك بالحياة.. فإن كنت موظفاً أمدتك بالقوة, وإن كنت طالباً إعانتك على الدراسة, وإن كنت عالماً ساعدتك على نشر المعرفة, وإن كنت داعياً دفعت عنك خطر الانقطاع, وإن كنت عابداً حببت إليك السهر في نجوى الحبيب.. نفسك مطيّتك فأرفق بها!
- الصندوق الممتلئ بالجواهر لا يتسع للحصى, والقلب الممتلئ بالحكمة لا يتسع للصغائر!
- الإخوان ثلاثة: أخ تتزيّن به, وأخ تستفيد منه, وأخ تستند إليه فإذا ظفرت بمثل هذا فلا تفرط فيه فقد لا تجد غيره!
- لا تهجر أخاك لأخطائه ولو تعددت, فقد يأتيك ساعة لا تجد فيها غيره!
- ثلاث ذكريات لا تنقطع حلاوتها: ذكرى الطفولة البريئة, وذكرى الزواج السعيد, وذكرى النجاح في كل ما تحاول من أمر عظيم!
- لو أنك لا تصادق إلا إنساناً لا عيب فيه, لما صادقت نفسك أبداً!
- التواضع يرفع رأس الرجل, والتكبر يخفضه!
- من تذكّر إساءة إخوانه إليه لم تصف له مودتهم, ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم. فأنسَ ما استطعت النسيان!
- إذا اجتمعت مع حكيم فأنصت إليه, وإذا اجتمعت مع عاقل فتحدث معه, وإذا اجتمعت مع سخيف ثرثار فقم عنه!
-لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير, ومطالعة كتب الناجحين, واليقظة لتجارب الحياة!
- ثلاثة تسهل بالعادة: الصلاة, والخطابة, والكتابة!
- يا ذكريات الطفولة.. أنا أعلم أنكِ لن تعودي ولكني أشعر أنكِ لن تفاريقنني!
تلك هي خواطر السباعي التي تعلمها من مشوار حياته وأنارها لغيره.. نحن نعيش حياتنا بطولها وعرضها ولكن للأسف لا نتعلّم منها ولا نطلع على حياة غيرنا من الناجحين..والله من وراء القصد!