سعادة رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اطلعنا على المقال المنشور بجريدتكم الغراء يوم الأحد 22 جمادي الآخرة 1433هـ الموافق 13 مايو 2012، تحت عنوان: «أحسنت دليل .. ولكن!!» للكاتب يوسف بن محمد العتيق، والذي انتقد فيه عدم وجود اهتمام حقيقي للمتاحف بالمجتمع، متهماً بعض المتاحف بأنها تحوّلت من متاحف تهدف لجلب الزوار إلى دائرة حكومية قد ينحصر دورها في التعامل مع المراجعين. نود في البداية أن نتوجّه بالشكر والتقدير لكم وللكاتب الكريم على الاهتمام بالكتابة عن هذا الموضوع المتعلّق بالثقافة المتحفية ودور المتاحف في كافة مناطق المملكة في إثراء تلك الثقافة وربطها بالحياة الاجتماعية، وفي هذا السياق يسعدنا أن نوضح لكم ولقراء صحيفتكم الموقرة، أنّ الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومنذ انضمام قطاع الآثار إليها عام 1429هـ، تولي المتاحف أهمية كبيرة، رغم أنّ المجتمع السعودي عرف المتاحف لأول مرة في نهايات السبعينات الهجرية فقط، إلاّ أنّ الثقافة المتحفية بدأت في الصعود تدريجياً خلال السنوات الأخيرة مع الاهتمام بالمتاحف من قِبل الهيئة. وتسعى الهيئة من خلال العديد من البرامج والرؤى والخطط والمبادرات لتطوير المتاحف والارتقاء بها، وإحداث النقلات التطويرية في جوانبها المتعدّدة الحالية منها والمستقبلية، وتطوير هذا القطاع وربطه بالبُعد الثقافي والإنساني والحضاري، وتطوير الأوعية التي يقدم فيها والموارد البشرية التي تعمل فيه، وتطوير أداء القطاع في مجالات الحماية والمحافظة، والبحث العلمي، وعرض مواقع التراث الثقافي وإدارتها.
وتتضمّن استراتيجية الهيئة لتطوير قطاع الآثار والمتاحف العديد من المشاريع، ومنها إنشاء خمسة متاحف وطنية جديدة في كلٍّ من أبها والدمام والباحة وتبوك وحائل، كما تم تطوير المتاحف الإقليمية الخمسة الموجودة في كلٍّ من العلا ونجران والإحساء وتيماء وصبيا والجوف.
كما تتضمّن خطط هيئة السياحة للنهوض بالمتاحف فتح قنوات للتوأمة مع المتاحف العالمية، فضلاً عن وضع برامج للابتعاث توفر للقائمين على العمل المتحفي الخبرة المطلوبة؛ وذلك لما يلعبه المتحف من دور حيوي ومهم في المشهد الثقافي السعودي، إضافة إلى دوره في المحافظة على تراث وتاريخ المملكة، من خلال ما يحويه من قطع أثرية وغيرها من فنون التراث، حيث إنّ المتحف له دور تعليمي وتنويري من خلال استقبال الوفود الداخلية والخارجية وطلبة المدارس، بجانب تنشيط الحركة السياحية في المملكة بشكل عام والمجتمع المحلي الذي يقع فيه المتحف.وضمن جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في تطوير المتاحف بالمملكة تسعى خلال هذه الفترة وفق استراتيجية يتم دراستها حالياً، إلى أن تكون المواقع الأثرية متاحف مفتوحة، وأن يكون هناك متحف في كل مدينة ومحافظة، وألاّ يقتصر دورها على العرض فقط، بل تكون ضمن الحراك المجتمعي كمراكز ثقافية وسياحية تخدم المجتمع وتتفاعل معه.
وتعتمد خطة التطوير المقترحة بالهيئة على تطوير المتاحف القديمة وإنشاء متاحف جديدة وتوظيف المواقع الأثرية والاهتمام بالمعارض النوعية، حيث يكون الهدف جذب أكبر عدد من الجمهور لزيارة المتحف من خلال الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تناسب جميع شرائح المجتمع المحلي، مع التوسع في المشاركة المجتمعية، والعمل على تطوير العروض المتحفية بشكل حديث كما تم في المصمك، إضافة إلى الاستفادة من المباني والقصور التاريخية، ومنها قصور الملك عبد العزيز وتأهيلها كمتاحف، وتشجيع ودعم وتطوير المتاحف الخاصة التي وصل عددها حتى الآن إلى أكثر من 110 متاحف خاصة، يضاف إلى ذلك عدد آخر من المتاحف تم الرفع بشأنها إلى سمو رئيس الهيئة للموافقة على إعطائها الترخيص بهدف تضمنيها في المسارات السياحية التي تقع بمناطق تواجدها مثل المدينة المنورة والنماص.
ختاماً نشكركم على طرح ومناقشة مثل هذه الموضوعات المتعلّقة بالآثار والمتاحف، والتي توليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عناية كبيرة، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب.
وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري ..
ماجد بن علي الشدي - مدير عام المركز الإعلامي بالهيئة العامة للسياحة والآثار