السفهاء على مر التاريخ تكون نهاياتهم فاصلة بين الفوضى والاستقرار، ولا تتبين قمة وأهمية استئصال شرهم إلا بعد أن يقطع دابرهم، في تاريخ أمتنا القريب والبعيد, ظهرت بعض ظواهر السفه من بعض فئات المجتمع وكان الخير كل الخير في قطع دابرهم، بدءاً من الدولة الراشدة (أبو بكر, عمر، عثمان، علي) مروراً بالعباسية والأموية وما تتابع من خلافات وممالك إسلامية،
كلها لم تسلم من سفهاء طيش وجنون سياسي وغير سياسي كانت نهايتهم كما تمناها العقلاء.
وفي عهد الدولة السعودية الحديثة كان هناك بعض أصحاب المواقف المرفوضة من العلماء والعامة على حدٍ سواء تعاملت معهم الحكومة بضبط النفس لمدد كانت في نظر عامة الناس طويلة ولكن تبين بعد فترة الحكمة من هذا الانتظار الذي يمثل انتظار طاهي الطعام فلو استعجل لما حقق هدفه من هذا الجهد، ودولتنا تثبت الأحداث مرة بعد أخرى بعد نظرها وحكمتها الراسخة في التعامل مع كل الأحداث الداخلية والخارجية، أتذكر هنا غليان الشعب أيام احتلال العراق للكويت وتأخر المملكة في إعلان موقفها مما جعل الشعب يستاء كثيراً، ولكن بعد معرفته بسبب ذلك تبين له الحكمة البالغة لدى قيادته من هذا التأخير.
منذ أشهر والشعب مستاء جداً مما يقوله مأفون العوامية ويلوم الدولة في عدم إسكاتها إياه، ولكن بعد أن تم اعتقاله تبين للناس الحكمة من هذا التأخير الذي كان بمثابة أعذار أمام القريب والبعيد بأن هذا المأفون يعيش حالة مرضية مستعصية ساهمت الدولة في كشفها تماماً بهذا التريث الذي جعله ينكشف وتنكشف كل خططه ويعرف الجميع جهات تمويله دون أي عناء أو إثبات من الجهات الرسمية التي ربما يشكك البعض في مصداقيتها.
لا أبالغ إذا قلت إن الوطن كل الوطن عاش مساء القبض على هذا المأفون ليلة فرح وسرور ليس السنة فقط بل وأيضاً الشيعة العقلاء الذين يعرفون معنى الوطن ومعنى القيادة ومعنى أن تكون ذنباً لعدو خارجي.
إن مسألة الولاء لجهة خارجية يعد خروجاً على ولي الأمر نص الشرع الحنيف على قتل من فعل ذلك كائناً من كان، وحكومتنا الرشيدة حذرت هذا المأفون وغيره أكثر من مرة بخطورة عملهم وإنها ستضرب بيد من حديد، ونحن نطالب اليوم بضرب عنق كل من يحاول تفريق جماعتنا وشق صفنا والخروج على ولي أمرنا فـ (السيف الألمح) له أهميته القصوى في مثل هذه الحالات.
جنود الوطن هم ابني وابنك وأخي وأخيك ونحن كلنا جنود وطن، والله ثم والله كما قالها يوماً لي خالي الذي يتهادى في عقده الثامن سنهب دفاعاً عن وطننا ومقدساتنا وقيادتنا دون أن نكون ممن يعملون في السلك العسكري، فوقت حاجة الوطن لا فرق بين العسكري والمدني فالجميع جنود دفاعاً وتضحية وجهاداً في سبيل لله.
وحدة الوطن ووحدة الكلمة لا يعرف قيمتها إلا من جرب ضدها، فالكثير من الشعوب التي جربت الأمرين تدرك خطورة أن يأتي من يشق الصف ويفرق الجماعة التي لا يمكن أن تخترق في حالة وحدتها، ولكنها سريعاً ما تضطرب وتعمها الفوضى ويتمكن منها العدو في حالة وجود التفرق والاختلاف.
نحن نقف مع دولتنا صفاً واحداً حتى ولو كانت لنا مطالبنا ولنا متطلباتنا التي نرغب أن تحققها لنا دولتنا, لكننا في مسألة الولاية صوتنا واحد وصفنا واحد وسهامنا واحدة صوب كل من يريد شقاً وخرقاً لسفينتنا.
خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لهم بيعة لا يمكن نقضها إلا من إنسان نقض عهده مع ربه وخرج من دائرة الإسلام وقبل أن يكون عميلاً لعدو لهذه الدين، ورضي أن تدنس المقدسات وتهان الشريعة السمحة.
لابد لي قبل أن أختم هذه المقالة أن أنقل ثناء كل المواطنين على الجهود الكبيرة التي يقوم بها رجال أمننا في جهاز وزارة الداخلية بقيادة أميرها المحبوب رجل الأمن المتمرس أحمد بن عبد العزيز الذي أثلج صدورنا بكلمته منذ أيام خلال استقباله لمنسوبي الأمن وبعض المواطنين حيث أكد على أهمية أن وزارة الداخلية سائرة في تنفيذ ما كان يطمح فيه وزيرها الراحل نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - وأن ما كان يسعى له نايف بن عبد العزيز سيحققونها واقعاً ملموساً، حيث كان - رحمه الله - من أشد الناس حرصاً على تطبيق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
حفظ الله وطننا وقادتنا درعاً حصيناً للإسلام والمسلمين.
والله المستعان..
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118