تقدّم بعض مراكز التدريب والجهات التدريبية سواء الخاصة أو الحكومية مجموعة من الدورات التدريبية الموجهة للسيدات في موضوعات تطويرية مختلفة تربوية وتعليمية وتثقيفية وذلك على يد مدربات من ذوات العلم والخبرة، وعلى الرغم من توافر مقومات الدورة التدريبية الناجحة وهي: تمكّن المدربة وجودة المادة التدريبية واحترافية الجهة المنفذة وتوافر جميع المقومات الأساسية لجودة ما يجب أن يكون في هذه العوامل الثلاثة وتحديداً تمكن المدربة من المادة المقدمة وأساليب التدريب، إلا أنه لوحظ عدم انعقاد الكثير منها أو ضعف الإقبال عليها، ويعود ذلك لتحفظ كثير من السيدات حيال الالتحاق بهذا النوع من البرامج والدورات والسبب في ذلك بكل بساطة أن مقدمة الدورة التدريبية امرأة!
ويتحوّل هذا التحفظ إلى رفض صريح لدى بعضهن وبالذات إن كانت المدربة من المجتمع نفسه، وضعف مشاركة السيدات في هذا النوع من الدورات يعود لأسباب قد يقتنع بها البعض وقد يشكك بمدى تأثيرها البعض الآخر، ولكن ما يؤكّدها شيء واحد وهو أنه عند الإعلان عن هذا النوع من الدورات بالتفصيلات والتوصيفات ذاتها ولكن من تقديم مدرب رجل يكون الإقبال الأكبر من العنصر النسائي، مع التأكيد أن الدورتين نالتا القدر نفسه من التسويق والإعلان.
إن رفض كثير من السيدات الالتحاق بالدورات التدريبية وتحديداً التربوية والاجتماعية والفكرية منها التي تقدمها مدربات أستطيع أن أرجعه إلى ثلاثة أسباب: الأول عدم ثقة المرأة بمقومات وإمكانات المرأة في مجتمعنا، وبالتالي القناعة بأن الرجل هو الأقدر والأكفأ وإن كانت الدورة المنفذة لها ذات خصوصية قد تكون المرأة هي الأقرب لها، والسبب الثاني هو الغيرة من حصول سيدة على فرصة لتقدم برنامجاً تدريبياً، وهذا على اعتبار أن لقب مدربة يُنظر إليه على أنه واجهه علمية واجتماعية مميزة حصلت عليها هذه السيدة، والسبب الثالث (وأتمنى أن يكون أصحابه قلة) هو الغرور والتعالي وتحديداً عندما تكون الراغبة بالمشاركة إما تحمل الشهادة العليا في تخصص ما أو نالت فرصة التعلّم في الخارج، هذه الأسباب إن اجتمعت أو تفرّقت كفيلة بعدم قبول كثير من السيدات أن تكون في موضع التلميذة على يد من ترى أنها أدنى منها سواءً في المستوى العلمي أو الاجتماعي، مع التأكيد أن هناك كفاءات نسائية أثبتت المقدرة والتمكّن في مختلف المجالات هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك دورات تدريبية طبيعتها وخصوصيتها تفرض ألا يقدمها إلا سيدة، ولن تكون بذاك القدر من الفائدة إن قدمت على يد مدرب رجل للسيدات، كدورة (إعداد المقبلات على الزواج)، و(كيف تجعلين بيتك سعيداً) والعديد من الأطروحات التدريبية التي تتطلب الاتصال المباشر بين المدرب والمتدرب كالطاقة واليوجا والفراسة والتنويم وغيرها، ولكن للأسف ما زال هناك الكثيرات ينظرن إلى الرجل على أنه الأجدر حتى في تقديم هذا النوع من الدورات.