أفكر لو قالت وزارة التربية والتعليم سألغي الكتاب المدرسي والذي يقال عنه «كتاب الطالب» وكتاب النشاط والذي يقال عنه كتاب نشاط المادة، لأن كتاب النشاط يوحي بأنه ليس للطالب، بل للمادة، ولأن الكتب التي تطبع كل عام يمكن تحويلها لموسوعات بأيدي الأسر، لا للنفايات، وبدلا من الاضطرار لإعادة تدويرها بعوائد غير مضمونة يمكن الاحتفاظ بها سنين طويلة.
خلال عشر سنوات ستطبع وزارة التربية والتعليم العديد من المقررات وحملها يحتاج لمدينة كاملة، وقيمتها خلال المدد القادمة تفوق ميزانية هيئة، واستثمارها واجب وطني وديني.
المطلوب أن تؤلف وزارة التربية والتعليم مقررات مستقلة لكل موضوع معتمد من كل المقررات المدرسية وتسلمها كل طالب على أن تكون عهدة لديه لإخوته، ومن يستجد يستلم كتبا جديدة لتكون في عهدته وهكذا، لتكوين مكتبة متكاملة في كل منزل، ومنها يتدرب الطلاب على البحث والقراءة داخل المنزل، بفضل استراتيجيات تعدها وزارة التربية والتعليم، لينفذها المعلمون والطلاب.
هذا الاقتراح يعني حضور الطالب وليس في جيبه سوى الأقلام والأدوات المكتبية المهمة مثل الآلة الحاسبة وأدوات الهندسة، ويعني قيام المعلم بتسليم الطلاب ملازم ورقية بداية كل درس، لتنفيذ الدرس وفق خطة يعدها مؤلف تلك الملازم، وعندما ينتهي دور المعلم من تلك الملازم يقوم بتسليمها للطلاب لحفظها في ملفات وينقلوها لمنازلهم نهاية كل اسبوع أو كل يوم، ويتطلب ذلك تحديد الواجبات المنزلية من قبل مؤلف الملازم بدلا من المعلم، والمرجع المكتبة المنزلية.
الملازم أفضل من الدفاتر والكتب التي يحملها الطلاب بشكل يومي، لأسباب كثيرة، ومنها إمكانية تقديم الدروس وتحديد استراتيجية كل درس من قبل مؤلف الملازم الورقية، لتلزم المعلم بتعدد الاستراتيجيات ولتدريب المعلمين بشكل فعلي على كل استراتيجية، فبدلا من «افتح فاك ويرزقك الله « يتم تحديد الاستراتيجية لكل درس وتتنوع الاستراتيجيات التدريسية وتقاس بالدقيقة، ويدمج بينها وبين العملي والنظري ويوازن بين دور المعلم ودور الطالب وتكون بمثابة أعمال سنة متكاملة يقوم بها الطالب وفق ما تحدده وزارة التربية والتعليم لا وفق ما يحدده المعلم وفق اجتهاد في غير محله.
كثير من معلمي الابتدائية يرهقون الطالب بواجبات يصعب عليه متابعتها داخل المنزل بعد مشوار المدرسة ولو سألنا عن الوقت الذي قضاه الطالب في المدرسة، فسنجد أنه وقت ثمين تم هدره بدون فائدة أو تم هدر كثير منه دون أي فائدة، وفي الوقت نفسه لو تم تكليف الطلاب باستثماره من خلال استراتيجيات الملازم وإلزام المعلم بتدبرها مع الطلاب فيسكون الوقت مستثمرا ووقت المنزل للراحة في غالب الوقت وليس للتعب طوال اليوم.
لكي لا يقال التعليم معكوس، ولكي لا يقول المعلم «الطالب لم يحل الواجب» ولكي لا يقال الطالب لم يقم بالنشاط داخل المدرسة»، ولكي لا يقال يمارس المعلم سياسة تخشيب الطالب «جلوسه على الكرسي الخشبي».
بدلا من نوم الطلاب في الفصل أو بدلا من شعورهم بالكسل والخمول وبدلا من تخشيبهم وترك المعلم يمارس استراتيجية المحاضرة، يمكن تحديد استراتيجية كل درس من خلال الملازم، والتالي هو تحديد واجبات الطالب وتكـثيفها داخل الصف وفي المدرسة وتقليل واجبات الطلاب في المنزل من خلال ملازم مستقلة ومدروسة.
وللقارئ أن يسأل وما فائدة الكتب المنزلية، وجوابه، لتكون مرجعا عند تحديد الواجبات، ولتكون مرجعا عند تقصير الطالب في المدرسة، ولتكون مرجعا لولي الأمر إذا رغب المشاركة وليس بالإلزام، ولتكون مرجعا للطالب عند مطالبته ببحث أو تحرير واجب أو لتطبيق استراتيجية البحث في المنزل، بشرط أن لا يتعدى الواجب اليومي أكثر من صفحتين لكل طالب.
من الممكن أن يحدد المعلم مسابقات ثقافية كاستراتيجية داخل الصف في موضوع ما من تلك الكتب وبشرط تحديد عددها، وليقوم الطالب بقراءة الكتاب المحدد له وفق خطة متكاملة بمساعدة والديه أو ولي أمره، ثم يأتي للمعلم وقد جهز نفسه لتنفيذ المسابقة على أن تكون بطريقة تستوعب الجميع، المتابع وغير المتابع، مع تمييز المتابعين بأسئلة، ليخصهم المعلم بدرجات وفق خطة بعيدا عن تكرار 1 أو 10 درجات.
الأسئلة التي يتطلب حلها من قبل الطالب جزئيات من كل مادة تحددها الملازم وليست الكتب التي أشبه ما تكون بموسوعة، والتالي احتفاظ الطالب بتلك الملازم بعد تصحيحها من قبل المعلم، واستحضار بعضها في الاختبارات وفق خطة أيضا يعدها مؤلف المادة لكل مرحلة، فالأسئلة التي تناسب الطالب في المرحلة الثانوية لا تناسب الطالب في المراحل الأخرى والعكس صحيح.
ولكي لا تضيع الملازم على الطلاب يمكن تحويلها لملازم الكترونية يتم توفيرها عبر شبكة الانترنت، ليصل لها الطالب مسبقا وعند فقد أحدها.
الفكرة ليست مميزة مائة بالمائة وتحتاج لجهود كبيرة، ولا تناسب كل المراحل الدراسية في بداية مشوارها، وأفضل تطبيق لها سيكون في المرحلة الثانوية ثم بقية المراحل، ومهما قيل عن استبدال ذلك بالتقنية إلا ما يجب هو تحويلها لموسوعات مستقرة لا تطبع بنفس الكم كل عام.