|
لقد تلقينا ببالغ الفرح والسرور صدور الأوامر الملكية المسددة بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ، ووزيراً للدفاع ، وهذا الاختيار جاء تتويجاً لإخلاصهما وتفانيهما في خدمة الدين ثم المليك والوطن .
وإن اختيار الأمير سلمان ولياً للعهد خلفاً للأمير نايف ـ رحمه الله ـ يهدف للصالح العام وللثقة والجدارة لأنه يتمتع بالخبرة القيادية والإدارة ، ويشهد لذلك عمله الدؤوب واختيار خادم الحرمين الشريفين ـ سلمه الله ـ لهذه الشخصية المؤثرة له مبرراته الكثيرة ، فالأمير سلمان يتمتع بشهامة نادرة ومروءة منقطعة النظير ، وبمآثر عظيمة .
وإن الجموع الغفيرة ، والشعب السعودي قاطبة شاركوا في مبايعة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز في قصر الحكم ، وحضر من حضر ومثل سائرهم شيوخ قبائلهم لثقتهم بصلاحيته لتحمل مسؤولية الشعب السعودي العريق .
لذا فنحن نرفع أسمى آيات التهاني والمباركات لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بهذه الثقة الملكية .
وكذلك لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز لكفاءته وخبرته في حفظ الوطن أمناً وأماناً .
فالأمير سلمان بن الملك عبدالعزيز صاحب جائزة الخير السنوية في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وشرح مفرداته وصاحب الإنجازات الضخمة ، وصاحب نهضة بالغة علمية ودينية واقتصادية واجتماعية .
وهو الحريص على استقبال الناس لسماع شكواهم ، ولا يقر له بال إلا بعد أن يقضي حوائجهم ، ويطمئن على وصول حقهم إليهم .
وقد ساهم مع إخوانه في نهضة المملكة العربية السعودية فهو رجل الحنكة والسياسة ، يمتلك تاريخاً حافلاً بالإنجازات .
لذلك المواطن والمقيم في المملكة العربية السعودية سعد بهذه الاختيار المبارك وهو وضع أهل الاختصاص في محلهم اللائق بهم والله من وراء القصد .
نسأل الله أن يحفظ مليكنا المفدى ويلهم إخوانه للعمل لصالح الوطن والمواطن والإسلام والأمن والأمان .
ولقد أتحفنا خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ بمكرمة عظيمة ، ومأثرة بالغة فمع اختياره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان ولياً للعهد أكرمنا باختيار سمو الأمير أحمد وزيراً للداخلية حيث عرف بجلاء عن طموح وتطلعات أبناء الوطن نظراً لما يتمتع به سموه من خبرات أمنية ، وكفاءة إدارية تجعله خير من يخلف الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وأسكنه فسيح جناته .
والأمير أحمد منّ الله عليه بصفات عديدة ، رائعة فريدة ، فهو رجل السياسة والإدارة والأمن ، ويملك خبرة كبيرة ، ودراية واسعة بالمشكلات الأمنية ، وطرق التعامل معها نظراً لخبرته الطويلة منذ عهد الملك خالد ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ ، فقد تعلم من أخيه الأمير نايف ـ رحمه الله ـ خلال سنوات طويلة من العمل الجاد في مجال الوزارة الداخلية ، حيث تعاملا مع كافة الملفات الأمنية ، والقضايا الوطنية ، ونجحا في التصدي للمغرضين والمخربين ، وأصحاب الأفكار المنحرفة ، والآراء المنجرفة ، وعملا على تعزيز الأمن والأمان ، وهو يعد عضده الأيمن ونائبه الأمين ، وساعده المكين ، وحليفه المتين ، حــتى صارت بلادنا بفضل الله ورحمته واحة الأمن والأمان ، ودوحة السلام والاطــمئنان ، يأتيها الحجاج والعمار والقاصدون والـــزوار لا يخشون إلا الله ، آمنين عــلى أنفسهم وأموالهم وأعراضهم .
لقد سعد الجميع ، وابتهجت النفوس ، وأثلجت الصدور بالأمر الحكيم من خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ باختياره وزيراً للداخلية خلقاً للأمير نايف ـ رحمه الله ـ ، وهو اختيار مبارك مسدد ، يدل على حنكة سياسية ، وحصافة عقلية ، من قيادة حكيمة رشيدة ، لأن من الحكمة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، فهو أجدر من يملأ هذا المنصب المهم ، وأفضل من يتولى هذا العبء الشاق ، لأمن هذه البقاع المقدسة ، فهو رجل الأمن المتمرس الحكيم ، ذو الكفاءة الفذة ، والمقدرة النادرة لتولي هذا الصرح الأمني الشامخ .
فنحن نتقدم لسموه الكريم بالمباركة والتهنئة على هذه الثقة الملكية الكريمة ، وندعو الله ــ عز وجل ــ أن يسدد على طريق الحق خطاه ، ويمده بالعون والتأييد .
كما نسأل الله تعالى أن يديم على وطننا الغالي نعمة الإسلام والأمن والأمان ، ويحفظ علينا عقيدتنا ، إنه نعم المولى ونعم النصير .
مستشار ومدير عام مكتب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد