من أهم حاضنات الفكر في العالم العربي مؤسسة الفكر العربي، التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ومقرها بيروت، وتُعنى بقضايا العالم العربي، ويتم نقل مناقشاتها على قناة تلفزيون العربية، وفي السعودية يوجد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وتحت قبته ستُجرى مناقشة مختلف القضايا السعودية.. وحاضنة الفكر تجمع يُعنى بالبحث والمناقشة الموضوعية، ويهدف إلى وضع تصور للتطورات المرتقبة في مختلف الحقول، مثل القضايا الاجتماعية، الاستراتيجية، السياسية، الاقتصادية، المجال العسكري، مسائل التكنولوجيا.. وغيرها.. ويمكن لحاضنة الفكر أن تكون مجرد مصنع للفكر، ولكن الانفتاح الفضائي للإعلام، والحاجة بين حين وآخر إلى الحضور على الساحة الإعلامية، وضرورة التعليق الفوري على الأحداث التي تمس الوطن، يقتضي الاستعداد المسبق، وتأسيس معايير الجودة النوعية؛ ليمكن على ضوئها تطوير مهارة فن الحوار عند أصحاب الفكر الوطني وإتقان الأسلوب الذي يمكنهم - وهم خلف المنبر الإعلامي للفضائيات - سرعة صياغة الرأي غير الرسمي والقدرة على توصيل الأفكار بمصداقية خلال مدة زمنية قصيرة، ومقارعة الحجة بالحجة، مع سرعة في البديهة تمكنهم من إجراء المداخلة الفعَّالة في وقتها الصائب، وتقديم أجوبة وتعليقات بارعة، تصب في خدمة الموقف الرسمي للوطن، مع الأخذ في الاعتبار أن المشاهدين أمام الشاشة الفضائية هم من جنسيات ومشارب مختلفة، ويتميزون بالذكاء وملكة التقييم.. وهناك أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة حاضنة فكر حول العالم، وهي مؤسسات غير ربحية، ويتم تغطية تكاليفها من الدعم الحكومي أو مؤسسات تجارية داعمة أو من خلال ريع تقديم الاستشارات.
الخلاصة
أصبحت قنوات الإعلام الفضائي اليوم تتنافس لتقديم رسالتها بمصداقية؛ ما جعلها تنتهج أسلوب الرأي والرأي الآخر من خلال استضافة أصحاب الرأيين معاً على الهواء؛ ما يحتم التمرس الاستباقي في أسلوب الذود عن الأهداف الاستراتيجية للوطن عبر إتقان الحوار في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والاستفادة من المخزون الفكري الثري الذي يمتلكه الوطن ومجموعة النخبة من المفكرين الذين ينضوون تحت لوائه.. ومن الفوائد التي يمكن أن نجنيها من ممارسة الحوار الإلمام بمعايير الجودة النوعية الكفيلة بالارتقاء بمهارة التعبير الاحترافي عند المشاركة على الهواء في مناظرة الرأي والرأي الآخر، وأيضاً التأسيس لأفكار مشتركة منبثقة من الحس الوطني، وتحسين القدرة على عرض الرأي غير الرسمي خلال دقائق معدودة بواسطة الكلام الجامع المتناغم مع المواقف الرسمية، مع توخي الحذر من قِبل المتحدث على الهواء من الإمعان في تلميع الرأي تلميعاً مفتعلاً، يفضي إلى خدش المصداقية التي يجب أن يتميز بها الخطاب الاحترافي.. سيشاهده الأذكياء في مختلف أرجاء العالم لحظة متابعة وتكرار عرض المشهد على القناة الفضائية المستضيفة.
khalid.alheji@gmail.comtwitter @khalidalheji