عند ما يكون الجو صحواً وصافياً، وعند ما تسكن العواصف، وعند ما تكون الأمواج هادئة، وعند ما يكون الاتجاه نحو الهدف محدداً وصحيحاً، حينئذ قد لا تحتاج سفينة (التعليم) إلى ربان ماهر أو نوخذة محترف. إن الحاجة إلى القيادة التعليمية المحنكة الخبيرة لا تبرز إلا عند ما يمر التعليم بمواقف حرجة وصعبة مثل شح (أو هدر) مصادر تمويل التعليم، وسيطرة البيروقراطية على التعليم، وتكدس الطلاب في المدارس، وتواضع مستويات أداء المعلمين، وتراجع إنجازات الطلاب، وانحدار قيمهم الأخلاقية إلى مستويات خطيرة ومخيفة. في مثل تلك الظروف فقط تنكشف حاجتنا الشديدة إلى قيادات تعليمية ذكية تتجاوز بنا كل الصعوبات.
من جهة أخرى عند ما يكون لكل طفل أبوان على قيد الحياة متفاهمان ومتحابان، وعند ما يكون لكل طفل أبوان متعلمان وحريصان على تعليمه، وعند ما يعيش كل طفل وضعاً اقتصادياً واجتماعياً مرموقاً، حينئذ قد لا نحتاج بشدة إلى المعلم المحترف المتمكن. يقول وزير تعليم غربي ناصحاً معلميه احذروا أن تصنعوا من ظروف الطالب وتواضع قدراته وتردي وضعه الأسري ونقص الإمكانات المدرسية مشاجب تعلقون عليها إخفاقاتكم مع طلابكم. النجاح الحقيقي للمعلم والمدرسة يأتي عندما تنتشل المدرسة الطفل من المستويات الدنيا من التعليم إلى المستويات العليا رغم تحديات ظروفه وظروف بيئة التعليم المتدنية.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود