فاصلة:
(إذا كنتم جميلين، فابقوا جديرين بجمالكم، وإذا كنتم بشعين، فاعملوا على أن تنسي معرفتكم بشاعتكم).
- حكمة يونانية -
لم أفاجأ أن أقرأ في الأخبار أن 90% من السعوديات لسن راضيات عن مظهرهن وجمالهن الخارجي عبر الدراسة التي أعدتها المدير العام لمكتب معارف الصحة في المنطقة الشرقية الدكتورة ناهدة الزهير
الدراسة كشفت عن ارتفاع زيادة إقبال السعوديات على عمليات التجميل بنسبة 40% بين أوساط الفئة العمرية من (28 إلى 37 سنة)، و18% من سن (20 إلى 30 و25% من سن (37 إلى 50)، فيما بلغت نسبة الفتيات اللاتي أكدن احتمال لجوئهن لعمليات التجميل 37% ما بين 15 إلى 17 سنة، وشكلت نسبة السيدات اللاتي لا يلجأن لعمليات التجميل 17%.
الخبر ليس مفاجئاً بالنسبة لي، بل متوافق مع الواقع تماماً فعدم الاقتناع بالمظهر إشارة إلى عدم قبول للذات الجسمية التي من المفترض أنها تكوَّنت في مرحلة المراهقة وقد تمتد إلى مرحلة الرشد، إذ إن قبول المراهق للتغيّرات التي تحدث في جسده تساعده على قبول ذاته والثقة بالنفس والذات الجسمية هي رأي الفرد في جسمه وحالته الصحية والمهارات التي يتقنها.
فإذا عدنا إلى الوعي المجتمعي لدينا قبل عشرين عاماً أو يزيد لأدركنا معنى أن يكون معظم هذا الجيل مندفعات إلى تعديل الشكل أو المظهر الجسمي، على أنني أستثني الحالات الصحية والتجميلية التي لا تقتضي المجازفة بالحياة.
هناك عدد من العوامل الاجتماعية أيضاً ساهمت في اندفاع السعوديات نحو عمليات التجميل، إذ إنها ثورة اجتاحت العالم كله والنساء السعوديات لا يعشن في بيئة معزولة.
لكن أكثر ما يمكن أن يجلب الضحك أن الرجال في المجتمع السعودي يعتقدون أن النساء يفعلن ذلك لأجلهم، بينما الواقع أن النساء السعوديات بدأن مرحلة جديدة من الوعي بكيفية الالتفات إلى الذات الجسمية بعد أن شهد الواقع تغييراً كبيراً في وعي المرأة السعودية باتجاه تنمية الذات المعرفية بالدراسة والعمل. وكون وسائل الإعلام تنشر هذه الأخبار لإعطاء هذا السلوك معنى السطحية فهو جزء من جهل الإعلام بكيفية مساندة ودعم المرأة ودورها في المجتمع.
nahedsb@hotmail.com