الأول مدير يلتزم بالقوانين، أو النظام، يسير العمل بشكل روتيني وفق المتاح لا يغضب هذا ولا ذاك.

الثاني مدير يتجاوز الأنظمة يريد أن يسير ينجز العمل بوتيرة أسرع، فيزعج الرّقابة المسؤولة ويثير الأسئلة

- لو كان لك الخيار؛ أيهما تختار (تود أن تحتفظ به وأيهما تود تسريحه) من هذين المديرين؟

الأول مدير يعمل بصمت، لا يتحدّث للإعلام. يرى المراقب أنه يؤدي العمل على خير وجه لأنه لا صوت له أو حوله.

الثاني مدير تختلط لديه الطموحات، يودّ الظهور والبروز فتجد له كل يوم تصريحاً ووعوداً بعضها يتحقق وبعضها أحلام ينسجها حماسه المعتاد. في كل حديث يثير زوبعة من الإعجاب أو النقد.

- أيهما تختار من هذين المديرين؟

الأول مدير يمدح مديره والمسؤولين والنظام في كلِّ واردة وشاردة. له كلمة تمجيد في كل مناسبة أو يوم عالمي أو محلي.

الثاني مدير ينتقد النظام الذي تسير عليه مؤسسته. يزاحم مديره الأعلى في البروز حتى الوهم بأنه سيترقّى قريباً إلى موقع أعلى.

- أيهما تختار من هذين المديرين؟

الأول مدير لا ينجز الكثير في مجال عمل مؤسسته ولا يمنح وعوداً كبرى..

الثاني مدير يجيد صنع الفرقعات الإعلامية حتى ولو انطوت على وعود غير حقيقية أو بالأصح حتى لو انطوت على الكذب في بعض الوعود والتطلّعات.

- أيهما تختار من هذين المديرين؟

الأول مدير يتردّد في قبول الهبات والتبرعات للمؤسسة ولا يسعى إليها خشية عواقب تصريفها في ظل عدم وجود أنظمة واضحة.

الثاني مدير يجلب أموالاً كثيرة خارج إطار الميزانية الرسمية بفضل علاقاته، لكنه يتصرّف فيها بكرم شخصي يتجاوز الأنظمة الضعيفة أحياناً.

- أيهما تختار من هذين المديرين؟

الأول مدير يختار مساعديه بناءً على توّسمه كفاءتهم بغضّ النظر عن انتماءاتهم المناطقية..

الثاني مدير يعتمد على مساعد أو مساعدين فقط من ضمن دائرة قرابته/ فئته.

- أيهما تختار من هذين المديرين؟

الأول مدير يقف على رأس مساعديه يوجِّههم ويساندهم ويبرز في اتخاذ القرارات الصعبة ..

الثاني مدير يوكل الأمور كلها للمساعد حتى يبدو هو وكأنه مجرّد حامل ختم التوقيع.

- أيهما تختار من هذين المديرين؟

ما أريد أن أصل إليه هو أن أصناف المديرين/ القادة/ المسؤولين كثر ونحن في بلادنا نحكم على القياديين من خلال منظورنا العام. ما قد أراه إيجابيا قد يراه آخر غير ذلك. قد أهتم بالجانب الأخلاقي وغيري يرى ذلك أمراً ثانوياً طالما الجانب المادي يتحقق. قد أمقت الكذب وغيري يراه ضرورة إدارية.

قد أهتم بآلية العمل داخل المؤسسة وغيري يهتم بالمظهر الخارجي. قد أهتم بالتجديد وغيري يراه تجاوزاً للمألوف. قد أهتم بتنويع الكفاءات على المستوى الوطني وغيري قد لا يعنيه الأمر أو يفضّل الاحتفاظ بفئة صغيرة مقرّبة تدير العمل...

اختيارنا أو عزلنا تقديسنا أو ذمّنا للمسؤول يخضع لوجهات نظر.. لمعايير ليست دائماً تعتمد على حسابات علمية دقيقة، بل على رؤى شخصية وأحكام عامة قد تتأثر بموقف خاص أو انطباع عام.

الإدارة لدينا لا تزال تعتمد على اجتهادات شخصية سواء في التعيين أو الممارسة أو العزل، ويزيد الأمر تعقيداً عدم وجود مرجعيات محاسبية منظمة، وإنما تتخذ القرارات بشكل فردي بشكل تغيب عنه الشفافية والوضوح، على الأقل للمتابعين. لذلك يبقى الجدل قائماً في أيّ تعيين أو عزل لمدير أو مسؤول أو قائد...