يخجل بعض السيّاح السعوديين في الصيف عند زيارتهم للشواطئ أو المسابح الخاصة، لعدم قدرتهم على السباحة، حسب مشاهداتي على الأقل، وأصبح منظراً معتاداً أن ترى (السائح السعودي) يجلس حول المسابح والشواطئ (متفرّجاً) وغير مشارك في خوض غمار المياه..!.
نحن معذورون فبلدنا يغلب عليه الطابع الصحراوي في معظمه، ولا تثريب أن لم يجد بعضنا السباحة، ولكن المصيبة أنّ قرابة (نصف الإيطاليين) لا يعرفون السباحة رغم أنّ بلدهم محاط بالمياه تقريباً بحسب ما قالته وكالة أنباء (أنسا الإيطالية) أمس..!.
وعلى رأي الفنان المصري مظهر أبو النجا: يا حلاوة.. إذا كان (نصف الإيطاليين) ما يعرفون السباحة فلما الخجل إذاً؟!.
شكراً لمعهد (بيبيولي للأبحاث) على هذا المسح الذي أكد أنّ (40% من الإيطاليين) لا يعرفون السباحة إطلاقاً، عاد شوف الـ (60% الباقين) كم فيهم يطرطش أو يستخدم (الأستك) للبقاء عائماً فوق الماء اللهم لا شماتة، وللإحاطة يعتبر الغرق (ثاني سبب للوفاة المفاجئة في العالم)..!.
طبعاً من البرامج (المهدرة صيفاً) لدينا هي تعليم السباحة للصغار رغم أهميتها، فأعتقد أنّ تعلُّم السباحة في عمر (4 سنوات فما فوق) أمرٌ هام وحيوي لصياغة واكتمال شخصية الطفل، كما في المقولة الشهير والمنقولة عن الفاروق رضي الله عنه: (علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل).
في مجتمعنا قد تكون مراكز تعليم السباحة للأولاد محدودة، ولكن عندما يعلم (الأب) أنّ العلم الحديث جعل للسباحة فوائد أخرى غير كونها رياضة أو أماناً من الغرق، فسيجتهد حتماً لتخصيص بعض وقته لتعليم ابنه السباحة..؟!. المتخصصون يقولون إنّ للسباحة أثراً على السلوك الجسدي والنفسي، والتفكير في كيفية اجتياز العوائق وتحقيق الأهداف، ومواجهة الأمواج الحياتية بعزم وقوة بالاعتماد على النفس والتحمُّل والدقة والاتزان.. إلخ من المكتسبات الفسيلوجية والسيكلوجية لغمر الجسد في الماء..!.
إلى ذلك لماذا لا يوجد لدينا مراكز نسائية متخصصة لتعليم السباحة؟! ولماذا تستثنى الفتاة من وجود مراكز خاصة لتعليمها السباحة تكون مغلقة ومتخصصة، تديرها سيدات وفق الضوابط الشرعية والمجتمعية..؟!.
أليس من حقِّ (المرأة) تعلُّم السباحة والتمتع بالمزايا السابقة؟!.
هل يجب أن أكون (رجلاً غنياً) أملك منزلاً أو استراحة فيها مسبح لتتعلّم ابنتي السباحة داخلهما؟! أم أذهب بها إلى البحر لتسبح إما (بعباتها) أو في مكان منعزل بعيداً عن أعين الفضوليين؟!.
يجب أن يكون هناك مكان خاص (لتعليم السباحة للفتيات) بشكل منظّم ومنضبط ومستقل، فمن حقهن تعلُّم مثل هذه المهارات واكتسابها تماماً مثل الرجل..!.
حتى لا يبقينّ متفرّجات فقط عليه، تماماً مثل ما يفعل هو في الصيف..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com