تبذل الجهات المسؤولة في الدولة -رعاها الله- جهوداً كبيرة في معالجة مشكلة البطالة من خلال العمل على توفير أكبر قدر ممكن من فرص العمل للقضاء تدريجياً على هذه المشكلة وصولاً في نهاية المطاف إلى القضاء عليها تماماً. لكن هذا التوجه المحمود من قبل الجهات المسؤولة يقابل بتوجه معاكس يتمثل في قيام بعض الجهات الحكومية والخاصة في تقليص عدد العاملين في فروعها في المدن والمحافظات، أو الاستغناء نهائياً عن بعض الفروع والاكتفاء بفرع واحد على مستوى المنطقة الإدارية الواحدة، كما أن هناك جهات خدمية لا يوجد بها أساساً فروع تسهل تقديم الخدمة للمواطنين، وتضطرهم إلى السفر عبر طرق تعج بالحركة وبالحوادث المرورية المروعة. أرجو أن تتنبه الجهات المسؤولة عن معالجة مشكلة البطالة إلى هذه التوجهات المعاكسة من بعض جهات التوظيف الحكومية والخاصة، وبالذات البنوك التي صار همها الأول والأخير تحقيق المزيد من الأرباح والاستغناء بالبدائل الإلكترونية عن الأيدي العاملة الوطنية؛ لأن هذا التوجه المعاكس إذا استمر على هذه الوتيرة فإن فرص البطالة سوف تتضاعف وتتعثر الجهود المبذولة لمعالجتها.
محمد الحزاب الغفيلي