الجامعة الإليكترونية التي أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشائها قبل نحو عام تستعد هذه الأيام لاستقبال أولى الدفعات من الطلاب الملتحقين فيها، لتكون بذلك خطوة أولى في مجال التَّعليم الجامعي الحديث وحقول الدراسات العليا من خلال منظومات العمل الإليكتروني.
يأتي ترتيب هذه الجامعة الجديدة من حيث الإنشاء “الخامسة والعشرين” وهي المؤسسة التَّعليمية الحكوميّة الأحدث في بلادنا، كما أنها تتميز عن مثيلاتها من الجامعات في كونها ستطبِّق أنماط وسبل ووسائل التَّعليم الحديثة، لتعتمد بشكل تام على التَّعليم الإليكتروني، والسعي إلى تفعيل المعايير الدولية في هذا المجال العلمي والتَّقني الحديث والمتطور.
وما انتهاج “الجامعة الإليكترونية” في بداية مشروعها التَّعليمي طريقة “بلاك بورد” العالميّة إلا نموذجًا حيويًّا فريدًا يعكس اهتمام القائمين على الجامعة بأن تكون البداية صحيحة وقوية، تثبت من خلالها أنها بصدد أداء دورها العلمي بكلِّ ثبات وتميز.
مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله الموسى وفريق العمل من الوكلاء وعمداء الكليات والمشرفين على شؤون التَّعليم والقبول والتسجيل والمتابعة هم بلا شكَّ مزيج من ذوي الخبرة، وحماسَّة الشباب، فلدى هذه الإضمامة الطموحة الكثير من الرؤى والأحلام الممكنة التي تسعى إلى أن تجعل من الجامعة صرحًا علميًّا مميزًا، يخوض الجيل الجديد من خلاله تجربة التَّعليم الإليكتروني الذي يُعدُّ ظاهرة نوعية بات الجميع في أرجاء الأرض معنيين بها.
هوية هذه الجامعة بلا شكَّ على المحك كونها تقف في مواجهة الجمهور، وتسعى إلى تلبية احتياجات جيل جديد من الشباب والشابات الذين شغفوا كغيرهم في رهان المجال الإليكتروني والمعلوماتي والتَّقني فكان لزامًا على الجميع في الجامعة والمنتمين إليها أن يذللوا عقبات كثيرة قد تواجه سبل التواصل بينهم وبين المعلومات في كلِّ حقل من الحقول.
فالمسؤولية أمام الجامعة أكبر باعتبارها أول مؤسسة تعليمية من هذا النوع، وهي تطمح إلى أن تكون مختلفة تمامًا عن تعاطي الجامعات الأخرى مع نظام التَّعليم الإليكتروني وتقنياته، فالجامعات بمختلف تخصصاتها تأخذ هذه التجربة بشيء من الملامسة، أو التفاعل المحدود، أو الجزئي، بينما يقع المشروع الإليكتروني والمعلوماتي في صلب اهتمام هذه الجامعة الوليدة التي تنتظر من الجميع الدعم والمؤازرة وعلى رأسهم وزارات التَّعليم العالي والمالية والخدمة المدنية والعمل.
وينتظر من هذه الجامعة أن تخدم المشروع التَّقني الحديث، وتسهم في التفاعل الإيجابي مع الفضاء المعلوماتي الذي يعج بالتحولات والتجاذبات وذلك من خلال فتح التخصصات الدقيقة في مجال تطوير العمل الإليكتروني، لأنَّ الكليات الثلاث المزمع القبول فيها هذا العام هي: الأعمال الإدارية والمالية والمعلوماتية والعلوم الصحية إذ تحتاج فعلاً إلى مزيد من العمل والابتكار وتلافي أخطاء البدايات المتوقعة.
السؤال الأهم حول هذا الجامعة الجديدة: هل سيتفاعل المجتمع مع هذه الجامعة الحديثة من منطلق الحاجة العصرية الملحة لجيل اليوم؟.. فالإجابة الموضوعية عليه مهمة، لعلها تخرج من كونها مجرد تجربة إلى ضرورة علمية قائمة، يجدر بالجميع التفاعل معها، لأنَّ حياة هذا العصر في مجملها متنوعة ومتحولة، والتَّعليم الحديث بات جزءًا من منظومة هذا التحول الذي يحتم علينا التفاعل معه وخوض غمار التجربة، لعلَّ الجيل الجديد يحقِّق أهم طموحاته.
hrbda2000@hotmail.com