|
بقلم أثينا فونغاليس :
من بين الأسباب المهمة التي تقف وراء تلكؤ المرأ ة في دورها القيادي على مستوى الأعمال هو غياب الشبكات التي من شأنها أن توفر لها دعمًا مكثفًا. فوجود مثل هذه الشبكات، سواء رسمية كانت أم غير رسمية، هو مسألة ضرورية ولازمة لدفع النمو قدمًا.
ولكن، هل من المفترض بكم أن تنضموا فحسب إلى إحدى الشبكات أيًا كانت من خلال المقابلات التي أجريتها والأبحاث التي أعددتها، وجدتُ أن الشبكات تتمتع بنفس القيمة التي يتمتع بها أعضاؤها؟
لذا، وقبل الانضمام إلى أي شبكة وبذل الجهد في سبيل إنجاحها، عليكم أن تطرحوا على أنفسكم بعض الأسئلة لتتأكَّدوا من صحة خياركم:
من هم أعضاء الشبكة؟ فقوة إحدى الشبكات تُقاس بقوة الرابط الذي يجمع ما بين أعضائها وما يقوم به كل فرد لتحسين هذه الروابط. وفي إحدى مقالات «بيزنيس هارفرد ريفيو» للعام 2000، حدد الكاتبان أندرو هارغادون وروبرت أي. سوتون الصفات الحسنة التي يتحلى بها الزملاء الجديرون في شركة الاستشارات «آي دي إي أو» (IDEO). كما كشفا النقاب عن ثلاثة عناصر اعتبرا بأنها تمنح قيمةً لأعضاء الشبكة الواحدة: أولها الجزء المتعلّق في كونهم يجمعون المعلومات، وثانيها الجزء المتعلّق في كونهم يعملون كأمناء مكتبة، وثالثها الجزء المتعلّق في كونهم يتصرفون كالسامري الصالح. فجمع المعلومات أتاح كمية واسعة من الموارد التي يمكن الوصول إليها واستخدامها من أجل اختلاق أفكار جديدة، في حين وفّر العمل المكتبي الكثير من المعارف والمعلومات. أما مبادئ السامري الصالح، فشجعت على تطبيق ممارسة تبادل المعلومات.
إلى أي مدى تساعد الشبكة على التواصل؟ يتطلب تعزيز قوة إحدى الشبكات تواصلاً فاعلاً ومتكررًا. فالتفاعل الذي يحصل بصورة منتظمة وينمّ عن احتراف ومصداقية واحترام وثقة، يساعدكم على تحديد تطلعاتكم الخاصَّة. ولكن، لا تنسوا أبدًا أن التفاعل الجيد يمكن أن يحصل في أي مكان ولا يقتصر على مكان العمل.
هل من تواصل فاعل؟ كلّنا عرضة لأنّ يمرّ بأوقات عصيبة في العمل. وقد يكون التنفيس عن هذه العصبية طريقة سليمة للتخلص منها. وإن كانت شبكتكم تعمل في إطار روح الجماعة ووسط كثير من الدعم، فهذا يعني أن خيبات الأمل هذه ستكون مسموعة وأنّ زملاءكم سيساعدونكم على إيجاد حل للمشكلات. الحقيقة أن الاهتمام والرعاية تضفيان قيمة على الشبكة نظرًا إلى قدرتهما على المساهمة في بناء الثقة.
إلى من تتوجهون بالكلام؟ فللتشبيك مع مزيد من الممثلين رفيعي المستوى منافع، حيث إن الوصول إلى مسؤول تنفيذي نافذ هو طريقة لتوسيع نطاق شبكتكم. وما عليكم سوى السعي خلف سبلٍ تتيح لكم التعبير عمّا يثير اهتمامكم للأشخاص في شبكات أخرى وللأشخاص الذين يفوقونكم مرتبةً. وقبل أن تتفانوا في إرساء الروابط، عليكم أن تبحثوا عن شبكة جديدة محتملة وعن طريقة تساعدكم على المضي قدمًا نحو أهدافكم.
-ماكرو
(أثينا فونغاليس-ماكرو هي باحثة أكاديمية في جامعة «ديكين» (Deakin University) في ملبورن، أستراليا، تقوم حاليًّا بأبحاث حول المرأة في مركز القيادة)