بداية من الشهر الحالي (يوليو 2012م) فُعّلت في الولايات المتحدة الأمريكية حزمة من القوانين الجديدة، بعضها وصف بالغرابة وبعضها الآخر أُعيد صياغته ليكون أكثر فعالية وقدرة على التطبيق.
فمثلاً أصبح القانون في ولاية فلوريدا يمنع التقاط (مقاطع الفيديو) لأي شخص بدون معرفته أو الحصول على إذن منه (أظنها فكرة جيدة أخلاقياً)، وفي فرجينيا أصبحت شركات الإعلانات الإلكترونية في الطرق ملزمة بترك الإعلان لمدة (8 ثوانٍ على الأقل) حتى يتمكن السائق من قراءته دون تشتيت، ومع ساهر لا أعتقد أننا في حاجة لإعلانات من النوع الذي يتسابق فيه (توم وجيري) للحصول على كيس رز..!.
القانون الأغرب سنّاً في ولاية (أنديانا) التي غردت وحدها خارج السرب العالمي بفرض قانون جميل جداً: يُحظر بموجبه على (أي مدير) ترقية قريب له، أو أحد أفراد عائلته من موظفي إدارته!! يا ساتر.. حتى الخواجات أصبحوا يعانون من فتامين (واو) والمحسوبيات؟!.
طبياً.. وفي (ولاية ماساتشوستس) أصبح التخلص من الأدوات الحادة الطبية كالإبر والمقصات والمشارط وما في حكمها، ورميها في القمامة العادية (مخالفة صريحة) يُعاقب عليها القانون، صورة مع التحية لمستشفياتنا ومستوصفاتنا الخاصة.
من الجميل جداً مراجعة بعض القوانين والتنظيمات البلدية والمرورية والصحية بشكل دوري وتغييرها أو تطويرها بحسب ما تقتضيه كل مرحلة وبحسب احتياج المجتمع وتطوره، لأن مثل هذه التعليمات أو التنظيمات وضعت في الأصل لراحة المواطن في حياته اليومية ويجب أن لا تكون جامدة.
لدينا قرارات وتنظيمات كثيرة ومتعددة لكل شاردة وواردة، ولا ينقصنا قوانين لهذا الغرض، فلدينا من التعليمات والتنظيمات ما يضمن أن نتحول (لمجتمع نموذجي) ولكن للأسف الكثير منها (حبر على ورق) وغير مُفعّل..!.
الأمثلة كثيرة لعل منها غرامات الغش التجاري ومخالفات الصحة العامة ومنع التدخين في المطارات والمرافق العامة، وغرامة رمي المخلفات من نافذة السيارة في الشارع و.. و.. القائمة تطول ولكن ما الذي ينقصنا يا ترى؟!.
إنه الفهم أولاً بوجود مثل هذه التنظيمات التي تحفظ حقوق المواطن من الآخرين، خصوصاً المؤسسات والمحال التجارية، وتلك التي تضمن عدم التعدي على حرياته الشخصية أو الحرية العامة للمجتمع.
ثم تأتي المتابعة ثانياً والجدية في تطبيق هذه المخالفات واستقبال الشكاوى من المتذمرين أو المتضررين ومعرفة أن لها صدى وأثراً بموجب القانون..!.
القانون لا يكفي سنّه ومن ثم وضعه في الدرج أو تلميعه وتخفيفه تحت بند (تعليمات عامة) أو (شروط وتنظيمات) داخلية للمرافق أو مقدمي الخدمة، وأحياناً كتابته بأسطر صغيره لا تُرى أو إخفاؤه في مكان غير مشاهد..؟!.
أعرف حقك (كفرد) جيداً ودافع عنه، ليستقيم بفضلك المجتمع..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com