|
دمشق - بيروت - الرباط - جنيف - وكالات:
تجددت الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر لليوم الثاني على التوالي في أحياء دمشق أمس الاثنين متخذة طابعًا هو الأعنف منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 16 شهرًا، في وقت أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أنها باتت تُعدُّ المعارك في سوريا حربًا أهلية».
وبعد أن تركزت الاشتباكات الأحد في الأحياء الواقعة في أطراف دمشق من جهة الغرب والشرق والجنوب، امتدت أمس إلى حي الميدان القريب من وسط العاصمة. وقال المرصد السوري في بيان صدر بعد الظهر: «تدور اشتباكات الآن في حي الميدان وحي الزاهرة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة».
وتمركزت آليات مصفحة وناقلات جند أمس في دمشق وذلك للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإِنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «إنها المرة الأولى التي توجد فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان».
وكانت الهيئة العامَّة للثورة السورية ذكرت في وقت سابق أن «حشودًا أمنية وعسكرية اتجهت بعيد السادسة صباحًا إلى حي الميدان في دمشق عبر طريق المتحلق الجنوبي» وتضم شاحنات عسكرية مليئة بالجنود و»ثلاثة مدافع مسحوبة مع العربات ومغطاة بشادر أبيض».
وبحسب المرصد وناشطين، شملت الاشتباكات فجرًا وصباحًا حي التضامن وحي جوبر والمتحلق الجنوبي في حي كفرسوسة. وترافقت الاشتباكات مع «قصف مدفعي عنيف» على حي التضامن، بحسب ناشطين. ولا تزال أحياء في مدينة حمص تشهد قصفًا من قوات النظام التي تحاول اقتحامها والسيطرة عليها، يترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر، بحسب المرصد وناشطين.
من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أنها باتت تُعدُّ المعارك في سوريا حربًا أهلية وتؤكد لكل الأطراف أن «القانون الدولي الإنساني يجب أن يطبق».
وقالت اللجنة الدولية: إن أعمال العنف في سوريا باتت تنطبق عليها تسمية الحرب الأهلية. وذكرت أنه «في كلِّ مرة، تحصل فيها أعمال عدائية، يمكن تبيّن ظروف ينطبق عليها تحديد النزاع المسلح غير الدولي»، وهي تسمية دبلوماسية للإشارة إلى حرب أهلية.
وعلى الصعيد السياسي، أكَّد وزير الخارجيّة سيرغي لافروف قبل محادثات مقررة مع كوفي أنان بأن الأسد «لن يرحل». واتهم لافروف الدول الغربية بممارسة «ابتزاز» على روسيا لحملها على تأييد عقوبات في مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة أمس في براغ أن الحوار لم يُعدُّ الحل للأزمة في سوريا وعلى مجلس الأمن الدولي التدخل. وقال بعد لقاء مع نظيره التشيكي بيتر نيكاس: «من المستحيل اليوم تسوية الأزمة في سوريا عبر الحوار».
وأضاف «لكن لا نزال نتحدث عن حل سياسي - علينا أولاً وقف إراقة الدماء ثمَّ إيجاد تسوية بين المعارضة والنظام السوري» معربًا عن الأمل في تدخل مجلس الأمن الدولي الذي تعرقل روسيا والصين جهوده.
من ناحيتها، أعلنت الخارجيّة المغربية أمس طرد السفير السوري باعتباره شخصًا غير مرغوب فيه. وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجيّة والتعاون أن المغرب قرر مطالبة السفير السوري المعتمد لديها بالمغادرة باعتباره شخصًا غير مرغوب فيه.
وأكّد الوزارة أن «الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر على ما عليه».
إلى ذلك، بدأ الإخوان المسلمون السوريون أمس اجتماعًا في اسطنبول يستمر يومين يبحثون خلاله سبل تعزيز جماعتهم ودعم الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حسبما أفاد أحد قادة الجماعة. وقال عمر مشوح ممثل الإخوان المسلمين في المجلس الوطني السوري، الهيئة الأوسع تمثيلاً من بين مكونات المعارضة السورية «إنه أول لقاء للجماعة بعد أكثر من ثلاثين سنة» وفرار العديد من عناصرها خارج سوريا بعد تمرد تم قمعه بشكل عنيف عام 1982. وقال مشوح «هناك مسألتان رئيستان (على جدول الأعمال): مسألة داخلية تعني مجموعتنا -وهي كيفية تنشيط الشبان والنساء في تنظيمنا- والأخرى كيفية جمع المزيد من الدعم للثورة»، مقدرًا عدد المشاركين بـ150.