فاصلة: (عندما يكون الجميع على خطأ يكونون على صواب) - حكمة عالمية-
من المسؤول عن منطقة الشفا السياحية جنوب غرب محافظة الطائف؟ هذا ما يتبادر إلى الذهن حين تنشر الصحف أن العاملين فيها قاموا بتأجير ظل الشجر على العائلات برسوم تقدَّر بـ30 ريالاً لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات كحد أقصى! لا بد أنها جهة استثمارية غير حكومية، ومن الذي صرَّح لها بهذا الاستثمار؟ هنا ينقلب السؤال إلى سذاجة فحينها نتقاذف كرة المسئولية مسئول التراخيص في فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الطائف شجب هذا التصرّف وأوضح أن «تأجير» ظلّ الشجر «إجراء لا يوجد له أي آلية تُذكر لدى مشرفي السياحة من أجل ضبطه، وليس من اختصاص أنظمة الجهاز السياحي.» وبهذا تنصلت الهيئة العامة للسياحة والآثار من تأجير ظلّ الشجرة وسيبقى الحال على ما هو عليه وسيرتفع إيجار ظلّ الشجرة في ظلّ ازدياد الطلب.
هناك نقطة مهمة في هذا المشهد وهو المواطن الذي يقبل الاستغلال لأجل ساعات محدودة من الراحة المؤقتة.
إذا سألنا لماذا؟ أهو الحرمان الذي ولَّد القناعة بالقليل! أم لأنه لم يعتد أن يطالب بحقوقه ولم يُجبل على النضال لأجل إيقاف الاستغلال واعتاد أن يقبل أي وضع سهل وراحة مؤقتة على وضع صحيح وإن كان صعب الحصول عليه مع راحة دائمة. قبول المواطن للأوضاع الخطأ ليس مسئولية أحد من الأجهزة الحكومية أو الأهلية إنها مسئولية ثقافة الخضوع واستسهال الأمور إلى الحد الذي تضيع معه الحقوق.
وإلى أن يقف مواطن ما ويقول لا لمؤجر ظل الشجرة الذي لا يُؤجّر إلا في وقت تختلط فيه المفاهيم والحقوق أجدني عاجزة عن فهم واقع خطأ يستمر حتى يصبح صحيحاً.
nahedsb@hotmail.com