مع الصيام يطرأ تحسن ملحوظ في أخلاق المسلمين وازدياد في الورع يصاحبه تزايد في ظاهرة السواك حتى بين النساء، أيضا تقفز نسبة الحضور لصلاة المغرب، في مسجد الحى إلى درجة تحتم، أحيانا، إقامة جماعتين متتاليتين في نفس المسجد وخلالها تنشط لغة العيون،
تتساءل، أين كنت طوال العام؟.. أيضا خلال رمضان، يتزايد الاهتمام بأعمال السنة والمستحب منها، فتجد الحجاب عند المرأة يصبح نقاباً حتى بزوغ شمس يوم العيد عندها تعود إلى لبس الحجاب، كما يشاهد الإقبال الملحوظ على قراءة القرآن سواء من المصحف أو من الأجهزة الإلكترونية المحمولة.. أيضا خلال العشر الأولى من رمضان، ينشط المسلمون في إحياء صلاة التراويح وصلاة التهجد ثم يبدأ التناقص التدريجي ليقتصر على صلاة فريضة العشاء وما تيسر من صلاة الليل، ومع العشر الأواخر، تصبح صلاة التهجد وصلاة الفجر تقام بحضور المصلين العباد فقط.. كما يلاحظ مع دخول شهر رمضان اعتبار النوم هو الحل العملي للقضاء على المعاناة من الجوع والعطش والتدخين وشدة الحر، يجعل الغالبية من الناس يلجؤون إلى السهر طوال الليل وخلال النهار يخلدون إلى النوم في أقرب مكان بارد، كلما سنحت وأينما سنحت الفرصة لذلك، بل هناك اعتقادا شائعا أن النوم سيحميك من ارتكاب مفاسد الصوم.
الخلاصة:
صلاة التراويح والتهجد من العبادات التي يختص بها شهر رمضان، تجعل كثير من المصلين نساء ورجالا يبحثون عن مساجد محددة للصلاة خلف إمام بعينه اشتهر بحسن التلاوة والترتيل وختم القرآن.. فهناك أئمة يختمون القرآن بإثني عشر تسليمه ثم صلاة الوتر وآخرين يختم القرآن بعشرة تسليمات ثم صلاة الوتر.. وهناك بعض الأئمة يحرصون على ختم القرآن قبل نهاية رمضان بيوم أو يومين أو ثلاثة أيام، ليتسنى له الذهاب إلى مكة لأداء مناسك العمرة في رمضان.. كما هناك من الأئمة لا يستطيع ختم القرآن فيكتفي بقراءة ما تيسر منه؛ إن الأمر في ذلك واسع.. ودعاء القنوت سبب آخر يجعل بعض المصليين يبحثون عن إمام مسجد، بعينه، يتحلى بدرجة عالية من الخشوع في الصلاة، تصل إلى حد الانفعال الذي ينتهي بالبكاء أثناء الدعاء.. أيضا بعض المصلين يبحث عن التطويل في دعاء القنوت المفضي إلى التعب والمشقة، تجعله يشعر أنه بذل الجهد المستطاع في أداء الصلاة.. بينما هناك بعض المصلين لديه حساسية في السمع ؛ فيتجنب المسجد المجهز بمنظومة الصوتيات الصاخبة.. بينما هناك مصلين يبحثون عن بيئة المسجد الهادئة ؛ تفاديا للإزعاج الذي يحدثه عبث الأطفال السائبة؛ يلعبون خلف المصلين في مأمن من عيون آبائهم؛ أو بكاء الرضيع وأمه منشغلة عنه بالصلاة.. وغالبية مساجدنا ولله الحمد والمنة، تتميز: بهدوء البيئة، والصوتيات المريحة، ونخبة من الأئمة المعتدلين، وفقهم الله..
khalid.alheji@gmail.comtwitter @khalidalheji