خطر (الخُلع) في المحكمة يُهدد الرجال المدخنين، وقد تلقت (محكمة الاستئناف) بالفعل دعاوى وطلبات مشابهة من بعض الزوجات المتضررات، حيث يبدو أنه الحل الأخير للإقلاع عن التدخين وترك (السيجارة) التي تحولت إلى (قنبلة موقوتة) قد تنفجر في وجه الزوج في حال أثبتت الزوجة تضررها، باعتبار شارب الدخان (زوجاً معيباً) إن لم تكن الزوجة تعلم ذلك عنه مسبقاً..؟!.
لقد تبادل العرسان حديث فضيلة الدكتور إبراهيم الخضيري عضو محكمة الاستئناف (للزميلة الوطن يوم أمس الأول) ما بين مؤيد ومتحفظ، وتناقلته وكالات الأنباء والصحف العالمية يوم أمس على اعتبار أنه سبب شرعي (جديد وجدير) للفصل بين الأزواج، إلا في حالة أن تكون الزوجة قد عاشت مع زوجها سنين عديدة، ورضيت به (مدخناً) فتعتبر الدعوى غير مسموعة..!.
هذا الرأي والحديث يعطي المرأة بلا شك (حقاً كبيراً) ويمنحها مزيداً من الاحترام والمكانة كجزء وشريك في المؤسسة الزوجية، لكن المعضلة أن لدينا بحسب الدراسات نحو (6 ملايين مدخن) بما يُشكّل (45%) من الذكور، (70% منهم) تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاماً، فهل كل هؤلاء مهددون بالطلاق في حال رفعت زوجاتهم دعاوى بعدم علمهن عن حال العريس قبل الزواج..؟!.
وما هو مصير نحو (5.7%) من الإناث لدينا كونهن مدخنات للأسف الشديد..!.
لا شك أن أمر التدخين عظيم وخطره وضرره كبير وغير مستهان به، ولكن هناك أموراً أخرى يرتكبها الزوج أو العريس، وحقائق أخطر من السيجارة (يجب أن تكون مبرراً للفصل) قد تكتشفها الزوجة بعد الزواج ويكون قد غرر بها للارتباط به تحت بند المقولة الاجتماعية الشهيرة (زوجوه يعقل)..!.
لتجد الزوجة نفسها بين سندان الواقع المرير وبين مطرقة خطر التسرع في فضح المستور وهو ما يجعل الأمور تتفاقم بعد وجود الأطفال ومرور السنوات لتكون الخسارة أكبر والصوت أضعف وغير مسموع، مما يوجب تنبيه الزوجات وتبصيرهن وإرشادهن للطريقة الصحيحة التي يمكن بموجبها طلب الانفصال من المحكمة في حال وجود مبرر ومسوغ شرعي، واعتبار ذلك حقاً يمكن نيْله واكتسابه والحصول عليه بسهولة كما يبدو الحال مع شارب الدخان..!.
المرأة السعودية تنال كل يوم حقاً جديداً، ويتضح مدى وجود تلك القوانين والتشريعات التي تحافظ على حقوقها وكرامتها بحق ودون تزييف رغم أنف الحاقدين والمتاجرين بقضايا المرأة لأن هذا (شرع الله) الذي ارتضته المملكة حكماً ودستوراً.
ولعل من نافلة القول أن خبر (حق خلع الزوج المدخن) رافقه (يوم أمس) عبر وكالات الأنباء خبر آخر عن فتوى تجيز للمرأة الموريتانية الترشح للانتخابات (كحق مشروع لها) وتحرم فوزها بها..؟!.
فأطفئ سيجارتك حتى لا تخسر زوجتك.. والعلم عند الله!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com