حل فصل الصيف وانتصبت مناسبات الأفراح على مساحة البلاد طولاً وعرضاً ومع اشتعال سوق المواشي إلى جانب ارتفاع المواد الاستهلاكية إلا أن الإسراف والتبذير لازال هو سيد الموقف.
يتحدثون عن جمعيات ومبادرات وجهود تعمل على جمع بواقي الولائم وتغلفها وتحفظها إلى حين إعادة توزيعها على المحتاجين.
لا شك أنها خطوة رائدة من الناحية النظرية لكن حال الواقع غير ذلك من الوجهة العملية إذ إن جمع أطنان لبواقي طعام من مناطق مختلفة ومتباعدة ولمواد غذائية مطهية متباينة الطعم والنكهة وفي زمن قياسي حفاظاً عليها من التلف لهو من الأمور المضنية والمعقدة في الجلب والتجميع والتبويب والإعداد ومن ثم الحفظ وتحتاج إلى فرق عمل وإمكانات واسعة بغض النظر عن التكلفة المادية المصاحبة من أجور عمال ووسائط نقل لأنه عمل خيري ابتداءً.
صحيح أن التوسع والإفراط في موائد المناسبات هو ثقافة مجتمع لكن أما من برامج توعية وتوجهات تحض وتحث على تقنين كميات الطعام المقدمة في المناسبات فإذا علمنا أن ما يتناوله الفرد الواحد من الطعام وبحساب الكميات لا يتجاوز ربع ما يقدم له وبصورة أوضح نجد الصحن الذي يتحلق حوله خمسة أشخاص في المتوسط يكفي لعشرين شخصاً فالباقي إلى أين..؟ يحدث هذا وكلنا يعلم أن أغلب أمراض الجهاز الهضمي والكبد ذات منشأ غذائي وما ارتفاع مستوى الدهون الضارة في الدم (الكلسترول) والبدانة والداء السكري إلا حصاد النهم واتخام البطون بما لذ وطاب وما لم يطب..! فإذا كان الدين يأمرنا بالاعتدال في كل شيء ومنه الأكل والطب يحذرنا من جملة أدواء قد يحار فيها الدواء ومسببها التخمة والبطنة فكيف بنا ونحن نلقي بأيدينا إلى التهلكة جراء عادات اجتماعية ما أنزل الله بها من سلطان. قد نحتاج كثير وقت للتعافي من أمراض اجتماعية تحدق بنا ذات عواقب غير محمودة ولنا في تصور المشكلة شيء من الحل ومن واجب الدعاة والمصلحين أن ينبروا لتشخيص مواقع الأوجاع الاجتماعية واقتراح الحلول المناسبة وصولا لبنية مجتمعية سليمة.
رمضان قادم جعله الله خيراً وبركة, فهل نرى تغيراً للصورة النمطية للاستهلاك صيانة لنعم الله وحفظاً للصحة فتقل على الأقل أرتل العربات المتلاحقة في المراكز التجارية متخمة بمواد غذائية مما يستهلك بعضها في حين تنتهي صلاحية البقية قبل أن تنتهي إلى الموائد والله المستعان.
asm.0488@gmail.comtwitter: Asm0488