أن يصل الثوار السوريون من الجيش السوري الحر إلى أهم مركز أمني في العاصمة السورية في حي الروضة، وهو مقر المجلس الأمني القومي، وأثناء اجتماع يحضره أعلى المستويات الأمنية في سورية من وزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس المخابرات ونائب رئيس الأركان العامة، وأن ينجح الثوار في تفجير المقر وقتل وزير الدفاع وآصف شوكت نائب رئيس الأركان العامة وصهر بشار الأسد وشخصيات أمنية عالية المستوى، فإنما يدل على انهيار أمني كبير في المنظومة الأمنية في سورية، ويؤكد قرب تخلص السوريين من نظام بشار الأسد بخاصة، وأن ثوار الجيش السوري الحر يخوضون معارك في العديد من الأحياء الدمشقية. وهكذا فإن الاختراق الأمني والوصول إلى المكان الذي يدير منه النظام السوري معاركه مع الشعب السوري، وانتشار الجيش السوري الحر في العديد من الأماكن في العاصمة السورية، يؤكد قرب نهاية نظام بشار الأسد، وأن حسم المأساة السورية لن يكون عن طرق التفاهمات والمقايضات السياسية وإنما على الأرض السورية، وأن الثوار السوريين أصبحوا أكثر قدرة على الحسم بعد أن اقتربوا كثيراً من أوكار النظام. فالمعارك تجري في الأحياء الدمشقية التي تضم مقرات وإقامة العديد من مسؤولي المؤسسات الأمنية وعوائلهم، كما أن الأحياء التي تدور فيها المعارك ذات تماس مع القصور التي يتنقل للإقامة فيها بشار الأسد، فحي الروضة الذي حصل فيه الانفجار الأخير يتواصل مع شارع المالكي الذي يضم قصر المالكي الذي يقيم فيه بشار الأسد حالياً. وقد انتشرت أنباء عن خروج بشار الأسد من قصر المالكي، وأنه اتجه إلى طرطوس أو الساحل السوري، وأنه تم إطلاق النار على موكب بشار الأسد أثناء هروبه من دمشق.
القتال العنيف الذي يتوسع في أحياء دمشق والانفجار النوعي الذي صفي من خلاله العديد من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية ذات ثقل نوعي كبير خاصة العماد آصف شوكت الذي يعد أهم أركان النظام كونه زوج بشرى الأسد الشخصية المؤثرة جداً على شقيقها بشار الأسد، إضافة إلى العماد داود راجحة وزير الدفاع، إضافة إلى وجود شخصيات عديدة في مستشفى الشامي إصاباتهم خطيرة، وقد تحمل الساعات القليلة القادمة نبأ مقتل عدد آخر من كبار القادة والمسؤولين، وهو ما سيضعف كثيراً من الدائرة الأمنية التي تخطط لمواجهة ثورة الشعب السوري، وهذا سيقصر من زمن عذاب الشعب السوري الذي اقترب كثيراً من لحظة النصر.
jaser@al-jazirah.com.sa