عزيزتي الجزيرة:

قرأت رد الكاتب الصحفي الشهير جهاد الخازن على مقال سابق للكاتب الوطني القدير محمد آل الشيخ بـ(الجزيرة) ليوم السبت 24-8-1433هـ في صفحة عزيزتي الجزيرة، وكنت أعتقد أن جهاد الخازن بتاريخه الصحفي أنه على الأقل يكون مهذباً في رده يرتقي بأسلوبه الذي تميّز به وأن يكون ذكياً ولو بمستوى جيد، حيث إنه بدأ مقالته بأسلوب تجاهلي وإقصائي للكاتب آل الشيخ مع أنه يقرأ له بدليل رده عليه ونحن نعرفه في صحافتنا ونقرأ له لكنه بهذا الأسلوب وكأنه يعيد نماذج لصحافة حسنين هيكل أيام العهد الناصري وفرقعات الإعلام العربي وكتّابه آنذاك عندما يصمون غيرهم بالتجاهل والتقزيم وأنهم أطفال أو تلاميذ لهم، ثم يعود جهاد الخازن ليبرر أنه لم يعد يؤيِّد الحكومة السورية في ما قتلته من أعداد كبيرة مثلما كان معها في قتل أعداد قليلة، وكذلك اتهامه لجميع الدول التي طالبت بتسليح المعارضة السورية للدفاع عن شعبها بسوء النيّة، ثم يتحايل بشكل مكشوف ليعطي الدول العربية والمسلمة حسن النيّة ليخرج نفسه من المأزق الذي وضعه آل الشيخ فيه وكان من الأفضل له الاعتراف أو إيضاح موقفه دونما تكذيب أو تجريح، أسلوبه هذا تحايل وهروب من الواقع الذي وجد نفسه فيه وفبركة مكشوفة كان الكاتب آل الشيخ يذكرها كأدلة على انحياز كاتبنا المتذاكي جهاد إلى ما تقترفه الحكومة السورية بحق شعبها ولن أتطرق إلى تأييده لامتلاك إيران لأسلحة نووية لأن هذا من طلب أسياده السوريين بأن يؤيِّد إيران التي يقفون إلى صفها ضد الإجماع العربي الذي يرى أن إيران عدوتهم الثانية بعد إسرائيل، بل ربما تكون إسرائيل أرحم لأنها عدو في الأصل وإيران مسلم بمبادئ وعقيدة العدو اللدود.

عموماً كنت أتمنى أن يكون رد جهاد بأسلوب الصحفي العتيق وأن يرد بمنطق ووفقاً للحقائق التي ذكرها آل الشيخ ولا يرد بتكذيب على الطريقة الإسرائيلية كما زعم وربما أنه استعار هذا من أساليب كان يستخدمها هو للكذب والمراوغة ولا نلومه لأنه يخاف على حياته فيذهب كما ذهب جبران تويني وسمير قصير في مقصلة بشار لأنهما اختارا عدم رهن ضميريهما إلا للحقيقة، فاختار جهاد الحياة وبشار.

محمد المسفر - شقراء