|
التقديم المتميز موهبة يهبها الله لمن يشاء من عباده من وجدت فيه فقد أوتي خيرا كثيرا واللبيب ممن وجدت فيه من يطورها بالصقل بالدورات وبالتدرب على كيفية تقديم أي برنامج أو إدارة حوار والقراءة للأساسيات التي يجب أن تتوافر فيمن يرغب التقديم، وقد رأينا ولله الحمد من المقدمين من يجيد هذا الفن وينجح نجاحاً باهراً في تقديم أي برنامج من خلال الإعداد الجيد واختيار الضيف والترتيب المتقن والثقافة الأدبية العالية التي يتميز بها، والأسئلة المناسبة التي تعطي انطباعا رائعا عنه خاصة البرامج الأدبية الشعبية وهو ما يعنينا أمرها كيف لا ونحن في صفحة شعبية تُعنى بالأدب الشعبي، ويسعى القائمون عليها بكل ما أوتوا من قوة لأن تكون ناجحة بكل المقاييس من خلال تقديم كل ما يفيد ويليق من الأدب بنوعيه، وهذا ما نراه ونلمسه منهم ولله الحمد والمنة عندما نفتح على جريدة الجزيرة وتحديدا على صفحات (مدارات شعبية) التي بلغت الآفاق في الإبداع ونزف اليراع بفضل الله ثم بجهود القائمين عليها والعاملين فيها، وهذا أمر مشاهد على أرض الواقع نحسبهم كذلك، ولا نزكي على الله أحداً، وعلى النقيض، نجد من المقدمين من هو عالة على التقديم من خلال البحث عن الشهرة وحب الظهور دون الاهتمام بالأشياء التي تساعد وتعين على نجاح البرنامج فلا ترتيب للفقرات ولا إعداد جيداً حتى اختيار الضيف لم يكن دقيقاً، وكأنه يريد أن تسير الأمور بالبركة المهم تقديم برنامج بغض النظر عن نجاحه من عدمه، وإن كان في قرارة نفسه يتمنى نجاحه ولكنه لم يسع لذلك، وهذا يتضح للمشاهد أو المستمع من خلال سير البرنامج والكثير من المتابعين لتلك البرامج ممن أعطاهم الله الفكر الراقي والفهم يميزون بين المقدمين، والغث والسمين من البرامج الأدبية؛ لذا يحكمون على كل مقدم من خلال برنامجه والمادة التي تحتويه والضيف الذي اختار، حتى الثقافة الأدبية تجدها شبه معدومة عند البعض من هؤلاء المقدمين حتى أصبحوا عالة على الأدب بتخبطهم وسوء إدارتهم وإعدادهم للبرنامج الأدبي الذي يريدون تقديمه، والعتب ليس على هؤلاء بقدر ما هو على تلك القنوات التي اختارت هؤلاء وجاملتهم على حساب سمعة قنواتهم، والأدب الذي يسيء له هؤلاء، وكم أتمنى أن تحرص تلك القنوات على اختيار من هو بارع في هذا المجال، ويستحق أن يكون مقدما ناجحا، وفي هذا خير للجميع من مستمعين ومشاهدين وأيضا قبل هذا كله لقنواتهم التي يهمها تقديم كلاهو مفيد ونافع من البرامج وترى نجاحه من خلال حسن الاختيار لمن يدير تلك البرامج ويستطيع أن يقدمها بكل اقتدار وخاصة ما كان أدبياً منها وهو ما يعنينا، وإن كانت كلها تهم القائمين على تلك القنوات، وكل ما أتمناه أن يجد ما كتبت القبول ويكون له صدى عند الجميع.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس ص ب 1200