ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 20/07/2012 Issue 14540 14540 الجمعة 01 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الحب في الآسكا

رجوع

 

على بياض الآسكا شيّدتُ لكَ منزلاً من جليد

أشعلتُ موقد مشاعري لتكون ملاذكَ الأخير

وفرشتُ فراء معطفي الفاخر

لترقد عليه وأبقى أنا بلا فراء

هناك لإبريق الشاي طعم آخر

ولتشابك الأيادي معنى آخر

ولاقتراب الأنفاس معنى آخر

في الآسكا يطول ليل العاشقين

ويطول نهار المتزلجين

على سفوح البياض والنقاء

هناك بعراء البياض لا مجال للاختباء

وأكون الشجرة الوحيدة التي تلتف حولها

لا لقاءات مقاهي

لا مواعيد مطاعم

الحب هناك له نكهة خاصة مع السلمون المقدد

كلذة الكافيار على شواطئ البحار

هناك أكون نجمة الشمال

ملكة الجمال الوحيدة بين بياض التلال

وأصدقاؤنا أرانب برية وكلاب أليفة

تلتف حولنا..

تشعر بدفء حبنا..

تلهو معنا..

تجري بنا على زلاجاتها

حيث اللا أفق

واللا حدود

تطوف بنا حول تمثال رجل عاشق

يقف متجمداً بقبعته الحمراء

علّ حسناءه تذيبه بلقاء

هناك بقلب الآسكا النقي

فاجأتني بقلب أبيض كقلبك

قطعتَهُ من الجليد

واصطدتَ سمكة فضية

لتصنع لي حساءً ساخناً بمذاق خاص

هناك بصحراء البياض

تداعب أصابع الشمس الفضية ستائر الجليد

فيبرق كريستال الصفاء

وتعزف البلورات أجراس الوفاء

ركضنا سوياً على سفوح النقاء

نخبأ دفء مشاعرنا بقفازات أيادينا

نشاغب أسراب البطارق وهي تؤدي طقوس الخطوبة

ومن خلفنا صغار الدببة الأشقياء

وأسراب الفقمة تتبادل قبلاً ساخنة

اختزنت حرارتها ببيات الشتاء

والأيائل تثغو لأجلنا بأجمل الغناء

وأنت تناديني:

أين أنت يا وفاء..

أين أنت يا وفاء..

فنتعثر تارة بأودية الجليد مع أسراب الغزال

وتسبقني تارة

لتقطف لي أول زهرة بنفسجية

ابتسمت لنا من تحت الماء

هناك بصقيع الآسكا

دفء الحب هو ما يبقينا أحياء

د. وفاء إسماعيل خنكار - الطائف

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة