بصراحة ما زالت الرياضة السعودية تخرج علينا كل يوم بأشياء غير مسبوقة وقد تكون من النوادر إلا لدينا وقد تكون المرة الأولى التي يصبح فيها شخصية رياضية تبحث عن ناد ليكون رئيسه، وهذا تماماً ما هو حاصل مع سمو الأمير عبدالله بن سعد الذي رشح نفسه لرئاسة الوحدة الموسم الماضي إلا أنه لم يستطع تحقيق رغبته، وقرر في هذا الموسم أن يعود ويكون رئيساً لناد، ولكن عن طريق نادي التعاون الذي لم يتحقق له أيضا بعد أن رفض من قبل الرئاسة العامة في ظروف غامضة وغير واضحة وذهبت الحقيقة بين عدم تسديده الرسوم وبين عدم إقامته في نفس المدينة، والآن يحاول أن يكون مرشحاً لرئاسة نادي الاتحاد الذي ما زال في نفس الوقت يبحث عن رئيس يقود زمام الأمور في أوضاع صعبة بين ديون متراكمة ومشاكل لاعبين ومقدمات عقود وتعاقدات جديدة، فالمفارقة الغريبة أن ناد كالاتحاد المعروف بعراقته ومكانته لا يجد من يرأسه وأصبح كرسيه طاردا بعدما كان الكل يتصارع من أجله, في المقابل شخصية رياضية محبة تجول بين كراسي الأندية تبحث عن ناد يكون مقراً له من خلاله يتواجد في الوسط الرياضي، فهل هناك أي بلد يحدث فيها ما يحدث لدينا إنه فعلا أحد أسباب التراجع، فعدم الوضوح والغموض وإدارة الأمور من تحت الطاولة هو ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه.

بذخ الأندية على حساب لاعبيها

قد لا تصدق أحيانا ما تقرأ، وعلى الأصح ما يحدث، فعالم الأندية عالم غريب قد لا يستوعبه العقل، فما يحصل في الأندية لا يدخل تحت مضمون عمل استثماري أو مؤسساتي من ناحية، ولا يمكن أن ينطبق عليه ما كان سابقا من عمل اجتهادي وفزعات وتبرعات وتوسلات لأعضاء الشرف من ناحية أخرى، فاليوم تجد أن معظم الأندية مديونة وعليها التزامات غير عادية إلا من رحم ربي، وقد أقامت معسكرات خارجية وفي البلد الأغلى بلاد اليورو والأسوأ والأمر تعود تلك الأندية أو البعض منها بطائرات خاصة ومن بعض هذه الأندية من وقع عقودا بعشرات الملايين مع لاعبين محترفين جدد، وكل هذا هو حق من حقوق من يستطيع عمله والوفاء والالتزام بما عليه من التزامات حاضرة أو سابقة، ولكن المؤسف الذي يدمي له القلب أن جميع هذه الأندية لم تقم بدفع أبسط الحقوق للاعبيها مثل الرواتب الشهرية وبعض اللاعبين لم يحصلوا على باقي مستحقات عقودهم من مقدمات وغيرها ومع ذلك سيتم تسجيل جميع اللاعبين من قبل اللجنة الموقرة (لجنة الاحتراف) التي دائماً ما تطلق التهديدات والوعود للأندية ولكن في النهاية تأخذ مبدأ الاستثناءات مثلما حصل في الموسم الماضي بسبب حقوق الأندية لدى الرعاية.. فالسؤال العريض من المسؤول عن حقوق اللاعبين والعاملين في الأندية في ظل التبذير والبذخ لإدارة الأندية بدون أي فكر إداري؟

نقاط للتأمل

- لازمت كلمة (هارد لك) المنتخبات السعودية في مشاركاتها الأخيرة فمتى تتغير هذه الكلمة إلى مبروك.. الله أعلم.

- هل يعقل أن يوقع نادي الاتحاد مع لاعب بأكثر من 45 مليونا وهو الذي لم يسدد للاعبيه مستحقاتهم، وعلى رأسهم مبروك زايد الذي رفض مرافقة الفريق لهذا السبب، وعلى فكرة هذه ليست المرة الأولى التي تحدث لمبروك زايد مع ناديه.

- يجب أن يدرك رئيس أعضاء شرف الاتحاد (صاحب الشاورما) أنه ليس باستطاعته طرد أو إبعاد أي شخص من النادي، فهو لا يملك الكيان ولا يملك القرار، فيجب أن يدرك أن منصبه لا يتعدى كونه تشريفيا فقط.

- أسبوعان فقط وينطلق دوري زين، وهناك أندية لم يكتمل نصاب لاعبيها الأجانب، وعلى رأسهم الأهلي الذي لم يتعاقد مع بديل كماتشو، والهلال الذي لم يقرر استمرار ويلي أو استبعاده.

- إبعاد المدرب واللاعب السابق مارادونا من تدريب نادي الوصل الإماراتي بعد أن أخطأ النادي في استقطابه يؤكد أن الفكر الخليجي واحد وهو البحث عن المظاهر وليس عن العمل الذي تتميز به بعض الدول الآسيوية.

- حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له.. لا يمكن أن يكون دورينا أفضل من الدوري الياباني حتى ولو كان هذا التصنيف من أي جهة كانت، فجميع المعطيات تفند هذا التقييم إن لم تكن حرارة الصيف قد أثرت عليه.

- أتمنى أن تقوم اللجان العاملة في الاتحاد السعودي بكامل مسؤولياتها وتطبيق الأنظمة بحذافيرها بدون أي استثناءات أو محسوبيات وأولها لجنة الاحتراف التي دائما ما نتفاجأ بقراراتها الغريبة.

- تقول بعض الأخبار إن معظم المعسكرات الخارجية للأندية هذا الصيف كانت سياحية وترفيهية أكثر من العمل الفني أو التركيز على الانسجام والتأقلم بين اللاعبين خاصة الجدد منهم والدليل ضعف اللقاءات التي لعبتها تلك الفرق.

- اليوم يهل علينا شهر الخير والبركات جعلنا الله جميعاً من صوامه وقوامه وعتقائه من النار، كما أتمنى أن يكون شهر خير على بلادنا وجميع بلاد المسلمين وأن يعم علينا بالأمن والأمان والحب والاستقرار وكل عام والجميع بخير.

نلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.