في حديثه التنويري عبر الجزيرة الأسبوع الفائت .. يقول الإعلامي المخضرم والشوري الأسبق الدكتور بدر كرّيم، واصفاً العلاج الناجع لعودة الكرة السعودية إلى مسار المنافسة والحضور المتوقع قارياً وعالمياً: «إن الإخفاقات والتعثرات التي تعرّضت لها الرياضة السعودية خلال العقد الأخير واستمرار عجلة الفشل الرياضي في ظل تراكم الأخطاء الفنية والإدارية, والفوضوية في إعمال وخطط وبرامج ولوائح اتحاد الكرة ولجانه العاملة .. بالتأكيد نتاج غياب البحث العلمي ومكوّناته الثرية عن دراسة المشكلات الرياضية بعمق وقضياها الشائكة بشمولها .. مشيراً إلى أنّ معرفة الأسباب وكشف المثالب وتحديد العلل ووضع التصورات الصحيحة لمعالجة الأخطاء بعيداً عن الأساليب التقليدية والممارسات الفوضوية والاجتهادات غير العلمية, يمكن بإخضاع الرياضة السعودية بكامل أسقامها وعللها ومشاكلها وهمومها .. للبحث العلمي» انتهى الكلام.
*رؤية الإعلامي الرياضي المخضرم .. جديرة بالأخذ بها بعين الاعتبار حين نبحث عن الحلول الاستراتيجية طويلة الأجل وقصيرة الأجل, ونفتش عن الأساليب العلمية الناجعة التي تعيد النصاب للكرة السعودية وتعيد وهجها وحضورها المتوقع قارياً وعالمياً، بعد دخولها مرحلة أصبح جسدها الهزيل يعاني من إرهاصات الإخفاق وإفرازات الفشل ودمامل وبثور شوّهت وجه الرياضة الجميل طيلة العقد الأخير .. وجاء تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) - مايو2012م ليقذف بأحلامنا إلى خانة ( الأسوأ ).. حتى عادت الكرة السعودية كالعرجون القديم إلى أيام السبعينيات الميلادية, بعد أن سجل الأخضر أسوأ تصنيف عالمي في تاريخه متراجعاً للمركز 101 فيما تقدم الأردن إلى المركز 84 عالمياً...!! وهو نتاج طبيعي لاعتماد أصحاب القرار في المؤسسة الرياضية على ( العلاج المسكّن) الذي لا يخرج عن تشكيل لجنة لدراسة الأوضاع, أو إنهاء عقد المدرب ونحمله مسئولية الإخفاق وصرنا وعلى رأي الخبير الرياضي الدكتور صالح بن ناصر ( مجزرة المدربين ) في السنوات الأخيرة, أو إقالة بعض الإداريين.. وهكذا تستمر دائرة الإخفاق ونظل ندور في فلك الممارسات الاجتهادية والأسلوب الفوضوي وتحديداً.. في إدارة المنتخبات وفي إعمال وقرارات وهيكلة اتحاد الكرة ولجانه العاملة وبالتالي انعدمت المنهجية العلمية والاحترافية وخططه وبرامجه ورؤيته المستقبلية, وصرنا نتجاهل الخطوة الأهم والمبادرة الأنجع التي تضمن تشريح الخلل وتصحيح العيوب وإصلاح الانحراف وضبط المثالب وتحديد النتائج بدقة .. نتجاهل - يا سادة - التعامل مع روح وثقافة البحث العلمي في دراسة همومنا ومشاكلنا وقضايانا الرياضية ونتكئ على العمل الاجتهادي والممارسة الفوضوية, وربما خروجنا المبكر من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 وأخيراً التصنيف العالمي «الفضائحي» للأخضر.. كشف عمق المشكلة..!! في ظل غياب العمل المؤسسي والتخصص الدقيق والرؤية الاستشرافية, والبعد الاستراتيجي .. إذ لم يعد مقبولاً في عصر العولمة الرياضية.. عصر الهندسة الرياضية وصناعة الفكر الاحترافي .. تطوير قطاع الرياضة ومعالجة مشاكله ومثالبه وتحديد آفاق مستقبله دون الاعتماد والاتكاء على منهجية وأساليب ومعطيات.. ذراع التنمية وقاطرة التقدم ( البحث العلمي)، فقد أصبح هذا المنهج العلمي الرصين ضرورة حتمية وركناً أساسياً وخياراً استراتيجياً في تحديد مامح الخطط التطويرية ومعالجة الإخفاقات للقطاع الرياضي بمفهومه الشمولي .. فكراً ووعياً وممارسة وتفاعلاً.. ومن هنا ينبغي للمؤسسة الرياضية ان تساير الإيقاع العلمي وتتجه بوصلة مسئولياتها وبرامجها وقرارات وأعمالها وخططها التنموية إلى الاتجاه المبني على التفكير العلمي والبحث السليم .. والعمل على بناء شركات ضابطة مع الجامعات, أو تبني مشروع الكراسي البحثية أسوة بالمناشط والتخصصات الأخرى في الجامعات السعودية كإستراتيجية في تطور وتقدم الحركة الرياضية ,.. وأخيراً إذا لم نأخذ بيد الأسلوب العلمي الرصين في تفاعلنا وتعاطينا مع قضايانا ومشاكلنا الرياضية.. لن نخرج من دائرة الانكسارات والتخبّطات والتصنيفات العالمية المحبطة..!!
Twitter@kaldous1