لا يوجد في المملكة العربية السعودية مواطنون من الدرجة الثانية، ولا تقبل الدولة بأيّ تفريق على أساس المذهب أو العرق أو النسب بين المواطنين، الكل سعودي وهذه سعودية الجميع، أعترف أنّ هناك سلوكيات عنصرية لا تتعدّى أوساط الجهلة الذين يصدرون أحكاماً فيها تعميم وظلم تضر بالوحدة الوطنية، لكن تبقى هذه تصرفات فردية مستنكرة لا قيمة لها.
تغطي المنطقة أجواء مسمومة. وأصوات الرصاص ورائحة البارود والتجييش المذهبي والطائفي تتسيد المشهد المؤلم، ونحن جزء من هذه المنطقة، وفي ظل الحالة غير المستقرة من الطبيعي أن يستغل البعض الفرصة لافتعال إشكالات تفتح ثغرة في المملكة، لإيصال رسائل مباشرة إلينا مفادها الامتعاض من الدور السياسي الشجاع الذي تقوم به السعودية في وقت حساس تمر فيه المنطقة العربية.
ويعلم من يريد لنا الشرور أنه لا شيء يمكن فعله في البلدان المستقرة، إلاّ تأليب الجماعات التي تنتمي إلى مرجعيات فكرية أو عقدية تغلّب الانتماء الروحي أو الفكري على الانتماء الوطني، بفعل التأليب والشحن والذي يعتمد على الكذب، ويدفع هذا التأليب إلى رفع السلاح بوجه السلطات وباقي المجتمع، قولاً وفعلاً.
القطيف الغالية والقرى المجاورة، تعاني كثيراً من مجموعات شحنتها عمائم حاقدة، بالكراهية والعدوانية تجاه وطنهم ومواطنيهم، وأؤكد أنها مجموعات عصابية لا تمثل أحداً ولا تعكس رأياً عاماً كما تصوّره وسائل إعلام، حشدت كل طاقاتها لاختلاق الأخبار الكاذبة عن المملكة والمجتمع السعودي.
عصابات انساقت بجهل أو بسبب التطرّف الديني، لا تختلف عن عقول مريضة انساقت خلف دعوات تنظيم القاعدة الإجرامية، هؤلاء بتطرُّفهم وإجرامهم حاولوا فرض الأمر الواقع، لكنهم ليسوا أكثر من مارقين خانوا وطنهم.
لا يمكن أبداً اعتبار أنّ هؤلاء يمثلون أهالي محافظة القطيف أو ما حولها، هناك الكثير من إخوتنا الذين يشتركون معنا بذات القيم والأفكار، ونلتقي معهم في المنطقة الوسط، يعرفون قيمة وطنهم، ويدركون واجبهم الديني والوطني، ويقدمون أمن بلادهم على أي شيء آخر.
نشد على أيدي هؤلاء الكرام وعلينا أن نقويهم وندعم مواقفهم المعتدلة والوسطية والوطنية، ليشعر الجميع هناك بحقيقة أننا لا نرفض الاختلاف المذهبي، وإن رفضنا لخيانة البعض لا يعني أبداً التقليل من وطنية وانتماء بقية أهلنا الكرام في القطيف وما حولها.
كلنا يعلم أنّ العمل الاستخباري العدواني يحاول تمزيقنا وتفكيكنا وتعكير صفو الأمن الوطني، وإبعاد المواطن عن وطنه بالهوى وإن حمل الهوية، وكلنا يعرف أنّ من يريد الشر لهذا البلد من المؤدلجين وأصحاب الآراء الشاذة والمتعارضة مع الثوابت الوطنية يحلمون باختلال الأمن ويأملون بمنافذ لبث سمومهم.
لا تفكروا بمذهبية ولا تتعصّبوا دينياً، فالوطن للجميع، وفوق الجميع، وحماية الوطن بنبذ الطائفية والقبلية والمناطقية، وبرفض كل دعوات هزّ الاستقرار ومحاربة كل فئة مجرمة تتعدّى على هذا الوطن وقادته قولاً أو فعلاً.
Towa55@hotmail.com@altowayan