قال: تلك الشجرة الخضراء..
كما هي نبتة بذرة صغيرة، كنتُ قد وسَّدتها التراب..
غمرتها بالماء.. وتعهدتها بالعناية في الشمس والهواء..
ورأفت بها من القيظ، والزمهرير فظللتها..
ومن الريح فدعمتها..
فإنها تغمرني بروائها، وثمرها.. وبهائها..
تغسل عني كدر الجفاف يعتري الطقس..
والقيظ يغمر الأنحاء..
والشحوب يتمادى بالرؤية يمس النفس.. ويلامس الخاطر..
تطعمني بذورها حين جيبي يخلو.. وبطني يتضور..
تمدني بما يكفي حين يدي تقْصر.. وطفلي يتلهف..
تجعل الحياة جواري.. وتمنح أوَدي اطمئناني..
فتستقر يدي في جيبي..!
هذه الشجرة أمي الرؤوم.. ورفيقي الحنون.. وبيت سر آهتي.. والوفية لوحشتي..
أما كان لي أن أتفكر في الدليل من الفسيلة في يد المرء.. إن شهد الواقعة أن يزرعها..؟
كآخر ما يعمِّر به الأرضَ.. وأول ما يتلقى من أزر..؟
يوم شهادة العمل.. لا تنصُّل الأمل..؟
قال: تلك الشجرة فوق تربة داري كما طفلي..
كلاهما رافقتهما المواسم..
من شقشقة الفجر.. لانحناء الضوء..
من نهضة الظَّهر، لكسرة العظم..
من قوة الساعد، لوهن السُّلامَة..
من لمعة الفكر، لاختفاء الوميض..
من همَّة البناء، لسكينة الرضاء..
هي لم تعجف.. ولكن ابني ينوف..
كلاهما شجرتي، وابني من حسنات العمل..
لي ذخيرة الآتي في جدول العهد..!!
) ) )
من الحسنات التي للتأمل..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855