بدأت الدول النامية تفهم معنى رصد المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والاستهلاكية. بدأنا نرى مؤسسات متخصصة في هذا المجال، تبيع نتائج بحوثها للدولة أو للشركات التي تعتمد في نشاطاتها على مزاج المستهلك.
سمعنا عن بدء نشاطات شركة تأجير العمالة المنزلية، ثم أشيع أنها شركة لرصد اتجاهات المجتمع السعودي، في توظيف العاملات والسائقين!.. لماذا هذا اللف والدوران؟.. أهم عوامل نجاح الاستقصاء، هو شفافية العلاقة بين المستقصِي والمستقصَى.. بدون هذه الشفافية، سيخرج الاستقصاء مليئاً بالأكاذيب، تماماً كالأكاذيب التي نشاهدها في المقابلات التلفزيونية، لنجوم الفكر والسياسة.
الناس تنتظر شركة تأجير العمالة المنزلية على أحر من الجمر!.. أي رصد تريدونه أفضل من ذلك؟.. مكاتب الاستقدام أثبتت فشلها؛ فشل أوصلنا لمرحلة إيقاف الاستقدام من معظم الدول.. حراج مكاتب، لا تجد فيه إلا الكذب والخداع والتسويف والمماطلة. وبعد ذلك كله، تهرب العاملة أو السائق، وأحياناً بترتيب مع المكتب.. وسأستثني هنا المكاتب المحترفة، التي أثبتت جدارتها ومصداقيتها في التعامل مع عملائها. هذه المكاتب هي إبرة في بحر، ولو لم تكن كذلك، لما وصلنا إلى المرحلة التي نحن عليها اليوم. مرة أخرى، نريد للشركة أن تبدأ، الناس طفشت!.