اعتاد الآباء الباحثون عن مدارس مرموقة لأبنائهم أن يختاروا المدرسة بناءً على استشارات شخصية أو مظاهر خادعة. أي أنهم يتصوّرون خطأً - ولا ألومهم - أنّ التعليم الجيد يرتبط بالضرورة بالمكاتب الفارهة، والقاعات الجميلة، والساحات الواسعة، والممرات الأنيقة، والأثاث المدرسي المتميّز. أنا هنا لا أقلّل من قيمة تلك الأشياء ولكني أراها أقل أهمية أمام نوعية وجودة التعليم الذي يُفترض أن تقدمه المدرسة.
سوف أعرض فيما يلي باختصار أهم معايير التعليم الجيد التي يتم عادة في ضوئها تقييم وتصنيف المدارس الأهلية: 1- مستوى أداء معلّمي المدرسة (مقاساً باختبارات كفايات المعلمين، مثلاً) ، 2- نوع وكم برامج التدريب التي التحق بها المعلمون، ومستوى المؤسسات التي نفّذتها، 3 – سمعة ومكانة الجامعات التي تخرّج فيها المعلمون ومعدّلاتهم الجامعية، 4- ترتيب المدرسة بين المدارس وفقاً للنتائج التي حققها طلابها على اختبارات موثوقة، 5- نصيب الطالب من مساحة الفصل، ونصيب المعلم من الطلاب، 6- وجود مختبرات علمية مجهزة يُستفاد منها، 7- وجود برامج إرشادية وتعليمية جاذبة تقدمها المدرسة دعماً لتعلُّم طلابها خارج الحصص اليومية، 8- نسبة خريجي المدرسة المقبولين في كليات جامعية تنافسية، 9- نجاح المدرسة في دمج التقنية في مناهجها وبرامجها، 10 - توفّر فريق متخصّص يقدم الدعم الفني المعلوماتي لمنسوبي المدرسة.
أرجو أن تنجح وزارة التربية يوماً في تقنين وبرمجة وقياس هذه المعايير أو المؤشرات التعليمية لكي تصنف تعليمنا الأهلي.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود