|
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
شدّد الشيخ الدكتور قيس بن محمد المبارك عضو هيئة كبار العلماء على ضرورة عدم المبالغة في الولائم والخروج عن حدِّ الكفاية والاقتصاد في شهر رمضان المبارك، وأكد في تصريح لـ(الجزيرة) أن ما يقوم به الكثير من الناس من عمل الأطعمة بما يزيد عن حاجة المدعوين أضعافا كثيرة، فهو من الإسراف في المال والتبذير له، فصرفُ المال بهذه الصفة لا معنى له إلا الجرْي وراء الشهرة والسمعة، وهو من شأن الشياطين كما قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) وقد كان التمدُّح بإتلاف المال وإهلاكه عادةً جاهلية، يتمدَّح أحدُهم بأنه أهلك مالا كثيراً، كما قال تعالى: (يَقولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُّبَدًا) يقول تبجُّحاً ولسان حاله: فمن الذي يحاسبني عليه ؟ فهذا من السَّفه المنهي عنه، وإذا كان الإسراف منهيٌّ عنه في غير رمضان، فهو في رمضان أشدُّ وأعظم .
ولفت في معرض تصريحه أن المال نعمة ومنَّة من الله على عباده، وفي الحديث الشريف: نعمَ المال الصالح للعبد الصالح، فإذا أنفق المرءُ المالَ على نفسه وأهله وعلى الفقراء والمحتاجين، فقد صرفه فيما يُنتفَع به، بل قرن الله تعالى إنفاق المال في وجوه البر والخير بالإيمان والصلاة، لما فيه من ثقة بالله وبما عند الله، ولما فيه من نفع للفقراء والمعوزين.
وأشار إلى أنه لا عذر لمن يزعم أن الطعام لا يُرمى وأنه يُحمل إلى الفقراء، فما أعظم أجر مَن يُعطِي الفقير أطايب الطعام، لا من يرمي إليهم البقايا، ولِمَ نُحوج أنفسنا لجمعيات تجمع بقايا الأطعمة المعرَّضة للتلوُّث لدفعها للفقير الذي قد يأكلها في اليوم الثاني وقد يرميها إن لم يجد ما يحفظها فيه.