من أولويات التربية الإسلامية تطهير النفس من جراثيم الجرائم ومقاومة دخولها إلى عقل الإنسان واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والوقوف بحزم ضد كل العوامل الإجرامية!والمسلم بطبيعته مسلح بالإيمان ومخافة الله، وهذا يؤدي إلى إغلاق كل الأبواب المؤدية
إلى أعمال الشر: وفي شهر رمضان المبارك تفتح أبواب الخير وتصفد أبواب الشياطين، وبهذا الشهر الفضيل تنتشر وسائل التراحم والتآلف والتحابب بين أفراد المجتمع وعلى مختلف مستوياتهم، وها هم يهنئون بعضهم البعض بدخول شهر الانتصارات والخيرات وهذا دليل على أهمية هذا الشهر في نفوسهم وتعظيمه. وفي الواقع أنه لا يكفي الفرد محافظته على جوارحه من فعل الخطايا وإرغام هذه الجوارح على الفضائل وتعويدها على العمل الصالح فحسب.. بل يجب أن يحفظ المسلم قلبه من تداول التصورات القبيحة والنيات والإرادات السيئة السوداء في داخل نفسه ويجب عليه التزود بكل الأفكار الخيّرة والابتعاد عن كل الأفكار الهدامة وبالتالي محاسبة النفس وتطهيرها من الوساوس الواردة من منابع الشر. قال تعالى {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ} (284) سورة البقرة.
ولهذا يتوجب علينا جميعاًَ أن نغتنم هذه الفرصة دخول هذا الشهر أن نحاسب أنفسنا وأن نقلع عن كل الأعمال التي تسيء لديننا وأخلاقنا وعلينا العمل على تكريس مفهوم الخير في المجتمع بأسره وأن نجتهد في الأعمال الصالحة وخدمة الدين والوفاء بالعهد وحماية المقدسات وطاعة ولي الأمر والحفاظ على المكتسبات وتماسك وحدتنا ومساعدة الفقراء والأيتام والأرامل وأن نكون قدوة صالحة للأجيال القادمة كما كان السلف الصالح وبالتالي تطبيق مبدأ التكافل والعدالة والمساواة وأن نطبق قول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي قال: “الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله”. فها هو شهر العفو والغفران قد حل فطهروا أنفسكم من الأدران والتباغض والتباعد والأحقاد وكونوا كما أرادكم دينكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.