لقد استعرضنا في المقالة السابقة أغراض ومهام الهيئة، وهي كما رأينا مهام كبيرة ، فهل استطاعت الهيئة خلال عمرها القصير (نحو خمس سنوات) أن تغطي هذه المهام؟ وهل لديها الإمكانيات الإدارية والمالية والفنية لتقوم بهذه المهام؟
لقد أصبحنا في الآونة الأخيرة نقرأ إعلانات تحذيرية من الهيئة عن بعض الأدوية والأعشاب أو الأغذية أو المواد التجميلية وأن لها أضرار جسيمة بعضها يسبب السرطان ومع ذلك تتواجد في الأسواق. فكيف دخلت مثل هذه المنتجات للسوق السعودي. أليس هناك ترخيص من الهيئة لدخول أي أدوية أو أغذية أو أعشاب وغيرها إلا بموجب ترخيص من الهيئة يوضع على العبوات؟
وللتعرف على منجزات الهيئة اطلعت على تقرير الهيئة للعام 2011 والذي زودني به مشكوراً سعادة الأخ/ صالح العبيد الله وهو تقرير وافي.
بداية تقديراً من الدولة بأهمية الهيئة فإن سمو ولي العهد يرأس مجلس إدارتها والذي يضم من بين أعضائه ثمانية وزراء مما يعني أن معظم الوزراء ذوي العلاقة أعضاء في مجلس إدارة الهيئة. ومن التقرير يتبين أن أنشطة الهيئة الرئيسية ثلاثة: قطاع الغذاء ، قطاع الدواء ، قطاع الأجهزة والمنتجات الطبية.
وبالإطلاع على التقرير وجدت أن الهيئة قامت بأعمال كبيرة في سنوات التأسيس وأهمها تطوير أعمال الرقابة على الواردات وبتطبيق معايير الجودة وكذلك التفتيش ومراقبة مصانع الأغذية والمياه بمنطقة الرياض كل ذلك بمجال الأغذية كما أن لهم أنشطة فيما يتعلق بتسعير الأدوية ومراقبة الصيدليات وفسح الأجهزة الطبية والعشبية.
إن ما قامت به الهيئة حتى الآن في فترة التأسيس أمر جيد يشكر عليه القائمون عليها.
لم نلحظ بالتقرير تطوير مراكز الأبحاث والدراسات وهي حجر الزاوية لعمل الهيئة داخلياً وبالتعاون مع الهيئات الدولية التي تعمل في نفس المجال ولتبني مواصفات دولية تتناسب ومتطلبات المملكة وهذه المراكز تحتاج مبالغ مالية كبيرة تفوق ميزانية الهيئة المخصصة بكثير (قد لا تكفي لإنشاء مركز أبحاث واحد) لان عمل الهيئة يشكل العمود الفقري الفني لنحو خمس وزارات لها علاقة بغذاء وصحة الإنسان والحيوان والنبات.
إن الهيئة بحاجة ماسة للدعم المالي والإداري والفني للتغلب على عوائقها الكثيرة ومنها تقص الكوادر البشرية المؤهلة وعدم القدرة على المحافظة عليهم لضعف المزايا وكذلك قدم بعض المباني والمختبرات والمفروض أن تقوم الهيئة بإنشاء مختبرات جديدة ومتطورة. كما تعاني الهيئة من تأخر صدور التشريعات والأنظمة التي يتطلبها عملها وهي ظاهرة في المملكة نرجو سرعة معالجتها. فنظام الشركات مر على ثلاثة وزراء والآن هو في عهدة الوزير الرابع رغم أننا لن نخترع العجلة. فقد سبقتنا الدول الأخرى في صياغة الأنظمة.
خير الكلام ما قل ودل
- بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ، شهر القران ، شهر الخير والبركة اللهم تقبل منا صيامه وقيامه.
- برنامج إعلامي ناجح يهتم بشئون المجتمع يقدم ريبورتاج واقعي عن سوء الإدارة ونقص الخدمات و/ أو سوئها وفي بعض الأحيان عدم وجودها وتقصير المسئولين ، وتتم مقابلة مسئولي هذه الخدمات وتتم مناقشتهم على الهواء (إن وافقوا) ومع الأسف أن كثيراً من المسئولين ينفون أي تقصير أو سوء إدارة رغم الحقائق التي تعرض عليهم وما يذكره المشاركون في البرنامج سواء في الاستديو أم على الهواء مباشرة. إنه برنامج الثامنة الذي يقدمه الإعلامي المتألق دائماً داود الشريان واقترح أن يتم تعديل مسماه ليصبح الاتجاه الصحيح.
والله الموفق وكل عام وأنتم بخير؛؛؛
musallammisc@yahoo.com*عضو جمعيتي الاقتصاد والإدارة السعودية