تشكو كثيرٌ من الأسر اليوم القطيعة وعدم التواصل الأسري رغم توفر الوسائل الحديثة التي لم تكن معروفة في السابق، ولو فكر المجتمع اليوم باستخدام ما لديه من الوسائل لأصبح أكثر تواصلاً من قبل، ومن أهم تلك الوسائل: إنشاء مواقع إلكترونية ومنتديات تستقبل روادها من أبناء الأسرة الواحدة، وقد أثبتت هذه التجربة فعاليتها لدى كثير من الأسر، حيث سهلت عليهم سبل التواصل وتبادل الأخبار والمعلومات وكل ما هو جديد، بطرق سريعة ميسّرة.
ولكن مثل هذه التقنية الحديثة تحتاج إلى ضوابط تضمن سلامة استمرارها وتحفظ لها سريتها، لأن هناك من لا خلاق لهم همهم اختراق المواقع الإلكترونية وتعطيلها، أو إفسادها، أو استغلالها لنشر الفوضى والإساءة لأصحابها.
من هنا كان لزاماً على من رغب في إنشاء موقع خاص بالعائلة أو الأسرة أو القبيلة أن يعمل على تحصينه ضد العابثين بأرقام سرية غير قابلة للتداول من غير المختصين.
ولقد أصبحت لغة التخاطب عبر المنتديات اليوم هي لغة العصر، لأن الإنترنت غزا كل مدينة وقرية، فقلّت المراسلات البريدية وقلّ السفر لغرض التواصل، وأصبح الناس اليوم يعيشون عالم السرعة في كل شيء دون عناء ومشقة، فأصبحت المراسلة اليوم عن طرق البريد الإلكتروني أو رسائل الجوال أو غير ذلك من وسائل التقنية في وقت وجيز.
وإيجاد منتديات لكل أسرة سيعزّز التواصل الاجتماعي بين إفرادها ويوفر الكثير من الجهد والوقت، على أن تكون تلك المنتديات مطورة بمحركات بحث جيدة وشاملة لكل ما يهم أفراد الأسرة، فهي المرجع لمعرفة السيرة الذاتية، وهي مورد كل نبأ جديد وقاعدة معلومات عامة يسطر فيها جميع الأخبار من أفراح أو أتراح، ويكون المنتدى خاضعاً لإدارة ورقابة مشددة من قبل أهل الخبرة، وهذا من خير ما أفرزته التقنية الحديثة في العصر الحاضر، ومواكبة هذا التطور الحضاري أمر لا بد منه، حتى تقتدي بنا الأجيال اللاحقة، بل ربما في المستقبل تستجد تقنيات أخرى لم تكن معروفة اليوم تبعاً لتقدم العلم وحاجة العصر، {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }.
* المعهد العالي للقضاء
dr-alhomoud@hotmail.comالمعهد العالي للقضاء