|
واشنطن - (د ب أ):
أظهرت دراسة أمريكية أن تطوُّر المخ لدى الأطفال الذين يعيشون في دور الرعاية يمكن أن يشهد تحسناً إذا انتقلوا إلى أسرة حاضنة لهم. وحسب الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة هارفارد، ونشرت نتائجها أمس الاثنين في مجلة «بروسيدنجز» التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم، فإن حجم ما يُعرف بالمادة البيضاء التي تعتبر بمنزلة الأسلاك الرابطة للخلايا العصبية في المخ هو حجم أقرانهم نفسه من الأطفال الذين نشؤوا بين أحضان أسرهم. وأُجريت الدراسة على أطفال من رومانيا ضمن مشروع بحثي بالتعاون بين علماء الأعصاب في جامعة هارفارد وأطباء الأطفال في مستشفى بوسطن للأطفال، وذلك بتكليف من الأمانة الرومانية العامة لحماية الأطفال. وشملت الدراسة 20 طفلاً نشؤوا بشكل طبيعي و54 طفلاً رومانياً من اليتامى تربوا في أحد ملاجئ الأطفال، تولى فيها المربي الواحد رعاية نحو 12 طفلاً. وتم اختيار 25 من أطفال الملجأ عن طريق القرعة، وذلك عندما كانوا في سن 6 إلى 31 شهراً للانتقال للعيش في رعاية أسر، ثم تم عمل مسح للمخ لدى هؤلاء الأطفال بعد أن بلغوا أعماراً تتراوح بين 8 و11 عاماً. وتبيّن من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي أن الأطفال الذين عاشوا في الملجأ فقط كانت لديهم كمية أقل من المادة الرمادية، وكذلك قدر أقل من المادة البيضاء مقارنة بالأطفال الذين نشؤوا بشكل طبيعي، في حين أن صور المخ لدى الأطفال الذين تربوا أولاً في ملجأ ثم انتقلوا إلى أسرة حاضنة كانت مختلفة؛ حيث كانت المادة الرمادية لديهم أقل منها لدى أطفال الملجأ، ولكن حجم المادة البيضاء في مخهم كانت بحجمها نفسه لدى الأطفال الذين تربوا بشكل طبيعي. والمادتان الرمادية والبيضاء من أهم مكونات الجهاز العصبي المركزي.