هل يستحق باولو كويلو أن يكرم..؟ سؤال أطرحه هنا، ويمكن أن أجيب عنه بشيء أقل مما يستحق، وربما تحمل إجابتي من الواقعية الشيء الكثير والكثير.. قد تسأل: من هو باولو كويلو..؟! باولو كويلو من الروائيين القلائل في العالم الذين حققت رواياتهم شهرة عالمية فائقة، وهو من البرازيل نالت روايته (الخيميائي) شهرة عالمية لدرجة أنها حققت مبيعات كبيرة جداً وسجلت بموسوعة جينس للأرقام القياسية بعد بيع أكثر من (65) مليون نسخة منها.. مما جعلها واحدة من أكثر الكتب مبيعاً على مر التاريخ ورواية (الخيميائي) تعد إحدى روائع الأدب المعاصر، وقد ترجمت إلى أكثر من (73) لغة في العالم لمؤلف على قيد الحياة حسب آخر إحصائية.. (ورواية الخيميائي هي رواية رمزية من تأليف باولو كويلو نشرت لأول مرة عام 1988. وتحكي عن قصة الراعي الإسباني الشاب سنتياغو في رحلته لتحقيق حلمه الذي تكرر أكثر من مرة الذي تدور احداثه حول كنز مدفون في الأهرامات بمصر ووراء هذا الحلم ذهب سانتياغو ليقابل في رحلته الإثارة، الفرص، الذل، الحظ والحب. ويفهم الحياة من منظور آخر وهو روح الكون.
وقد أشاد بها النقاد وصنفوها كأحدى روائع الأدب المعاصر. واستلهم الكاتب حبكة القصة من قصة بورخيس القصيرة حكاية حالمين.) «حسب ويكيبيديا «.
ما نوع التكريم الذي سوف يحظى به (باولو)، وهو من الأسماء العالمية الكبيرة في عالم الإبداع؟ التكريم في ذاته ـ في أي مجال مهما كان نوعه واتجاهه ـ اعترافاً وإعلاناً بالمكانة البارزة التي حصل عليها المكرم من الجهة المكرمة وإصدار صك أخلاقي تقول فيه (انها حقاً تقر وتعترف بهذا الكيان وهذا الإبداع وهذه الشخصية) وتعلنه للآخرين، هذا هو التكريم كما أفهمه أنا وغيري من المنصفين وأصحاب الأخلاق والقيم، وهل تكريم باولو جاء في هذا الإطار وهذه الصيغة أم أنه لا يستحق؟ ألا يكفي أن روايته حققت أعلى مبيعات على مستوى العالم على مر العصور حتى الآن وأنها من روائع الأدب العالمي المعاصر..؟ وأن شركة (مونتجرابا الإيطالية) حينما قررت تكريمه بشكل مغاير عن باقي التكريمات فإنها تؤكد استحقاقه، حيث قامت بصنع قلم يحمل اسمه على مدى الحياة وهو يعتبر أغلى قلم سوف تتم صناعته في العالم، فقد تزيد قيمته على أكثر من (400) ألف درهم إماراتي، وهذا القلم أغلى قلم حبر، حيث سوف تستخدم الشركة المصنعة له وهي شركة إيطاليا تأخذ من دبي مقراً إقليمياً لها المعادن الغالية والثمينة كالألماس والذهب وغيرها من النفائس حتى تجعل هذا القلم (قم كويلو) الذي قد استوحت فكرته من روايته الشهيرة (الخيميائي) قيمة عالمية في مجال الأدب والإبداع. ولكن هل هذا فعلاً معنى التكريم عندنا وفي مجتمعنا وفي مؤسساتنا الأدبية أو الاجتماعية أو الرياضية أو غيرها..؟!! أم أنه مجرد برتوكول وترف..؟ وهل حقاً يكرم من يستحق التكريم أم أنه من باب المجاملة تكرم شخصيات لا تستحق؟ وإنما إخماد من أجل مصالح معينة أو من أجل إظهار من عجز عن الظهور ولابد أن يظهر ويعلو اسمه كقامة..؟ أليس التكريم يجب أن يأتي من خلف أعمال ومراس وإبداع وتفوق وتميز بعيداً عن كل ما هو رخيص..؟؟!! وكأن من يرعى الغنم لابد أن يكرم لأنه يرعى الغنم.!!
Albatran151@gmail.com