من أطهر المشاعر هي تلك المشاعر التي تُهدى إلى الأمّ ذلكم المخلوق العظيم الذي لن نستطيع مهما فعلنا مجازاته حقه، وحين تعرضت أمي الغالية لوعكة صحية أُجريت لها على أثرها عمليةٌ جراحية تكلّلت بحمد الله بنجاح أطلقتْ قافيتي قيدها من الحياء فانثالت هذه الأحرف المتواضعة.
لُطفًا بأُمي بفضلٍ منك ربَّاه
امننْ عليها شفاءً أنت مولاهُ
يزورها الداءُ والظلماءُ عاكفةٌ
يُقضُّ مضجعَها خليلُها الآهُ
تشكو إليك فؤاداً فاضَ مرحمةً
الضغطُ أنهكهُ وزادَ بلواهُ
تحب أولادها شغفى بهم أبداً
مشغولةُ الفكرِ والأشجانُ تغشاهُ
كم يعبثُ السُّكرُ المكروهُ في جسدٍ
الطُهرُ منهجُهُ والخيرُ مأواهُ
تحنو وتعطفُ أُمي مالها مثلٌ
جذلى بمجمعِنا والإِلفُ تهواهُ
دخلتُ بيتك يا أُمَّاه في وَلَهٍ
طَفِقتُ أذرعُه فقلتُ: أوَّاهُ
فقد فَقَدْنا به الأنوارَ يُؤلمني
منكِ الغيابُ وجيشُ الهمِّ ألقاهُ
فضاقَ بيتٌ وسيعٌ حلَّه كدرٌ
الأمُّ تُؤنسه تُطيبُ سُكناهُ
أيا طبيبُ تَرفَّقْ إنَّ والدتي
فيكم مُؤملةٌ تقولُ :ربَّاهُ
نِعْمَ النِّداءُ لربِّ العَرشِ مَقْصِدُها
كي يكشفَ الضَّرَ والإحسانُ تلقاهُ
تألمَّ القلبُ من رؤياكِ غاليتي
على السريرِ وكَرْبُ الأُمِّ أشجاهُ
صبراً أوالدتي فالداءُ مُنصرفٌ
بإذن ربي وثوبُ البُرء تُكْساهُ
أجرُالإلهِ وفيرٌ ثمُّ عافيةٌ
بُشراكِ بُشراكِ فالمعطي هواللهُ
يظلُّ حرفي عيياً مسَّه خجلٌ
لكن يُشرِّفُه قولي أَأُمَّاهُ
أُمَّاهُ أُمَّاهُ لفظٌ فاضَ من شفتي
القلبُ مَبعثُهُ والأجرُ مَجناهُ
واهاً فماأبخلَ الأشعار َتَخذلني
حين احتياجي فويلٌ ثم ويلاهُ
مكثتُ رِدْحاً من الأزمانِ يسكنني
مع القوافي حياءٌ طابَ مسقاهُ
قد استحت منكِ ياأُمَّاهُ فانقبضت
مشاعري وعقوقُ الأمِّ أخشاهُ
فلتقبلي الحرفَ ياأُمَّاهُ مُعتذراً
عن القصورِ قبولٌ منكِ أرضاهُ
تمير - سدير