مع كثرة الأعمال الفنية الرمضانية التي تعرضها مختلف الفضائيات العربية، بدأ المشاهدون في رصد (الأخطاء الإخراجية) التي كانت تمر مرور الكرام سابقاً. وتناقل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي خلال (اليومين الماضيين) حزمة من الأخطاء الفنية التي تم ضبطها، مُتهمين بعض مخرجي تلك الأعمال بالاستخفاف بعقلية المشاهد وعدم احترامها..!.
لعل التغير في كادر بعض اللقطات أو لوكيشن التصوير يكون مقبولاً، وكذا تبدل ملابس وألوان بعض الممثلين فجأة في سياق الحدث يمكن أن يغض عنه الطرف، وحتى تقديم بعض الأحداث على بعض يمكن أن يصنف كخطأ في المونتاج وترتيب المشاهد..!.
أما مسألة استخدام أجهزة اتصال حديثة في مسلسل خليجي يتحدث عن أحداث وقعت في (حقبة من الزمن) لم يكن للهواتف المتحركة أو الأجهزة الرقمية حضوراً فيها، فهذا استخفاف بعقلية المشاهد العادي، يضاف إلى تغيير الحقائق القائمة على الأرض وتبديلها، ونسج أحداث من أفكار الكاتب والمخرج غير تلك التي عايشها جزء كبير من المشاهدين مما يحرف الحقيقة ويقدمها منقوصة لجمهور الشباب، فهو أمر يحتاج إلى مراجعة..!.
لقد وصل الأمر بإحدى المسلسلات المصرية الشهيرة لتصوير مشهد استقبال أحد أبطال العمل في المطار عند عودته من الخارج أمام بوابة أحد المولات الشهيرة في مدينة 6 أكتوبر!! وتقديمها في العمل على أنها بوابات المطار على الرغم من أن معظم المشاهدين يعرفون هذا المول الشهير وبواباته واضحة ولم تنطلِ هذه الحيلة إلا على مخرج المسلسل وأبطاله الذين وافقوا على تصوير المشهد أمام المول متناسين أن عين المشاهد العربي أصبحت ناقدة، على الرغم من أن المطار لا يبعد أكثر من نصف ساعة..!.
تشويه بعض الأعمال ذات القيمة الفنية العالية والتي كلفت مبالغ طائلة، ببعض الأخطاء البسيطة التي كان باستطاعة المخرج عدم الوقوع فيها وتجاوزها، ليس له إلا تفسير واحد، وهو تكاسل المخرج والمنتج والشعور بأن الأمر (ممكن يعدي) على المشاهدين بنظام (طبطب وليّس، تصبح كويّس)، مستخفين بقدرة المشاهد على اكتشاف هذه الأخطاء ورصدها..!.
إن احترام عقلية المشاهد وذائقته أمر حيوي ومهم لصنع الدراما الناجحة، وصناع الإعلام يعلمون الدور المتعاظم لمشاركة المشاهد يوماً بعد آخر، خصوصاً مع التحول للبث الرقمي والمنافسة الشديدة بين وسائل الإعلام ووسائطه..!.
المشاهد لم يعد مجرد متلقٍ في العصر الحديث، بل هو شريك رئيس في صنع تفاصيل ما يُعرض على الشاشة..!.
وهو الأمر الذي لم يستوعبه -للأسف- المنتجون في المؤسسات الخاصة حتى رمضاننا الحالي..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com