عند اقتراب حلول شهر رمضان، تعوَّدنا أن تظهر شائعات حول صدور حزمة أوامر، تتصدَّرها زيادة الرواتب وفتح باب منح الأراضي وباب الحصول على القروض الميسَّرة.
ولقد اكتسب المواطنون مناعة من هذه الشائعات، وأعرف مَن يمسح الرسالة التي تصله، حتى قبل أن يقرأها.
كما أعرف مَنْ لا يزال يأمل أن هذه الحزمة ليست إشاعة، كما كل مرة.
مَن يصنع هذه الشائعة؟! هل هو من محبي صناعة الشائعات، يصنعها لمجرد المتعة فقط؟! هل هو حالم متطلع لصدور مثل هذه الحزمة؟! هل هو ناقل رسالة سنوية للمسؤولين، تتضمن احتياجاتهم المستجدة وأمنياتهم في رفع دخولاتهم أو في الحصول على مساكن لهم أو تسهيل شؤون حياتهم وتعليمهم ووظائفهم وعلاجهم؟!
لقد تطورت وسائل الاتصال إلى المدى الذي سيتمكن أي مستخدم لها، من إيصال رسالته لمن يشاء. لذلك، لم تعد الشائعات تفيد. كلما اتسمت الرسالة بالصدق، كان وقعها أكبر وتأثيرها أوسع. اليوم، نحن نكتب في الصحف وفي مواقع التواصل الاجتماعي، نحن نتحدث في القنوات الفضائية، نطرح بكل صدق وجرأة احتياجات المواطن وتطلعاته وآماله. نحن لا نحتاج لشائعات عن صدور حزمة أوامر. نحتاج لتوسيع دائرة طرح هموم المواطنين بموضوعية وصدق، لكي يطلع عليها ولاة الأمر.