كتبت عدة مرات عن فن الخط العربي، الذي يتوقع المرء أن يكون أحد أهم الفنون التي نعتني بها في ثقافة إسلامية مثل ثقافتنا، ولكن المتابع للحراك الفني يرى كيف يغيب هذا الفن لا من حيث الممارسة ولا من حيث العرض فحسب، بل حتى في إقبال الموهوبين على ممارسته.
وإذا كانت وزارة الثقافة والإعلام تقوم بمعرض سنوي للخط العربي، وتهتم بعض المؤسسات ذات المشاركات الخارجية بتطعيم معارضها بأعمال من هذا المجال، بل بمرافقة خطاط يقوم بعروض مباشرة لزوار تلك المعارض في بعض الأحيان، إلا أن تأهيل الخطاطين لدينا قد لا يتناسب مع تلك العروض، وهذا ما اكتشفته خلال السنوات الماضية، حين كنت أبحث عن جهة أو شخص لتعليم فن الخط العربي، وإذ وجدنا عددا محدودا من الخطاطين، إلا أنه في المقابل يوجد ندرة في (معلمات) أو المتخصصات في مجال الخط العربي، وربما السبب يعود إلى عدم إدراج هذا الفن في التعليم العام (كمجال فني)، وعدم وجود دورات متخصصة لدى أي من مؤسسات القطاع العام أو الخاص، ومما سمعت، فإن نسبة من خطاطي المملكة تتلمذوا في الحرم المكي، والمخصص بطبيعة الحال للذكور.
وإذا كنا نفهم إغفال مجتمعنا مجالات الفنون المعاصرة لعدة أسباب سواء أكانت دينية لأن البعض منها يدخل في مجال تمثيل الكائنات، أو لأسباب ثقافية حيث يرى البعض أن هذه الفنون مستوردة من الغرب. لكن مالا أفهمه هو عزوفنا عن مجال الخط العربي؟ وهو المجال الأكثر ارتباطا بالإسلام كفن وبالعربية كلغة. ومع التقدم التكنولوجي واستخدام الحاسب الآلي في الطباعة، سوف يأتي اليوم الذي نستغني فيه عن الكتابة بخط اليد، فتنحصر الخطوط على تطبيقات وبرامج حاسوبية.
لذا هل من طريقة لطرح مجال الخط العربي للأجيال الجديدة (ذكورا وإناثا) كمجال فني ذي اتجاهين (كلاسيكي ومعاصر) فنحفظ هذا الفن في ثقافتنا البصرية؟
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D