لا أحب التعميم ولا أميل إليه. التعميم فيه ظلم وإجحاف بحق مجتمع أوأسرة ما وفيه محاولة لتشويه صورة جميلة لدولة أومنطقة أومدينة أوقرية، وفيه جناية على شعب كامل أو قبيلة أوعائلة.
المشكلة في التعميم أن من يسلكون هذا السلوك يتعمدون اختيار صفة اشتهر بها عدد محدود من المحسوبين على المجتمع الكبير فيلصقونها بالجميع ثم ينسجون حولها القصص والطرائف والنكات لتتحول مع الأيام إلى مجال للسخرية والتندر والتهكم.
من نماذج التعميم وصف مجتمع كامل من المجتمعات التي ذكرتها في بداية المقال بالبخل أو السذاجة أو الهبل وكثيرا مانسمع عن أوصاف تطلق على مجتمعات وكأنها حقائق مسلم بها.
ويبدو أننا نحن السعوديين موعودون بمثل هذه التعميمات المقلقة فقد أثبتت آخر دراسة طبية حديثة نشرتها مجلة لانست ونقلها موقع الجزيرة أون لاين أن السعوديين من أكثر شعوب العالم كسلا حيث تحتل السعودية المركز الثالث بنسبة 68.8% من بين 122 دولة والمركز الأول على مستوى الخليج ومعيار الكسل والخمول هنا قلة ممارسة النشاط الرياضي وخاصة للفئات العمرية فوق 15 سنة! أنا شخصيا لا أنفي انطباق بعض نتائج هذه الدراسة على واقع مجتمعنا لكنني أرى أن فيها إغراق في التعميم والمبالغة وخاصة أن مثل هذه الدراسات التطبيقية تعتمد على سحب العينات وقد يكون عدد أفراد العينة قليل فلا يمثل المجتمع إذ يستدعي المنهج العلمي أن تكون ممثلة للمدن والقرى والأرياف وان تكون بنسبة معقولة! المجتمع السعودي يشابه إلى حدما المجتمعات العربية وإلى حد كبير جدا المجتمعات الخليجية فقد بدأ الكسل والخمول بالتحول إلى شبه ظاهرة قد تصل إلى درجة التعميم بسبب الاتكالية والاعتماد على الغير في كل شي حتى أن أحد هؤلاء الكسالى يقول كل شي يجيني وأنا بمكاني ولو أقدر أرسل رأسي للحلاق يكون أحسن! الأكل من المطابخ والمطاعم حتى صارت محلات المندي والوجبات السريعة في كل شارع، وفي كل بيت إلا ماندر خدم يقومون بكل مهام الأسرة بينما الأبناء والبنات منهمكون في “التسدح” أمام الفضائيات لساعات طويلة والتحديق في الإنترنت والبقاء في مواقع التواصل الاجتماعي معظم الوقت، أما بعض الأمهات فيمضين فترات طويلة في الأسواق والزيارات وتصفح أجهزة الجوال الذكية، ويصر بعض الآباء على قضاء معظم أوقاتهم في الاستراحات والمقاهي ومتابعة المباريات ولعب الورقة، والآباء والأمهات والأبناء يحظون بالخدمة الكاملة طوال فترات جلوسهم وتبطحهم “محفولين” و”مكفولين” ومثل مايقولون بفلوسنا نغني نفوسنا، أحد الكسالى جالس بالاستراحة ورافع رجوله أعزكم الله فوق المركاة والبنقالي يقص أظافره! هذه مؤكد صور لا تعمم على الشعب السعودي لكنها للأسف أغلبية أضحكت علينا الناس وخلت اللي ما يشتري يتفرج ولاحول ولاقوة إلا بالله.
تلك الفئات الكثيرة وبسبب كثرة انشغالها معظم ساعات الليل والنهار بالترفيه المتهم والبريء لاتجد وقتا لممارسة النشاط الرياضي مايجعل الكسل يغزوها بلا هوادة وصرنا نرى تلك الأجسام الرهيبة وخاصة الشباب وكأنهم أفيال صغيرة تسير بتثاقل، عدد من يمارسون النشاط البدني محدود.
كسلهم وقلة حركتهم ينعكس بالتأكيد على بقية نشاطاتهم فتجدهم كسالى في الدراسة أوفي العمل وفي قضاء الاحتياجات اليومية.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15