صدرت الطبعة الرابعة من كتاب (قصص أبكتني) تأليف أ. سالم مريشد. ومن القصص التي تضمنها الكتاب: الصابرة المحتسبة.. خريف لا ربيع بعده.. ذلك زرعك وهذا حصادك.. إلى هواة الإنترنت.. حب وتضحية ووفاء.

ومن القصص التي رواها المؤلف قصة حدثت يوم الخميس الثاني من أغسطس عام 1990، يوم غزو صدام للكويت، حين حاول الكثير من أهل الكويت الخروج من بيوتهم ووطنهم، ومن ضمنهم عائلة ركب أفرادها السيارة في خوف ووجل، وساروا باتجاه السعودية عبر الصحراء في يوم قائظ شديد الحرارة، وفي منتصف الطريق أوقف سيارتهم جندي عراقي يحمل سلاحاً، ووجّه لهم بعض الأسئلة الاستفزازية.. فتملك الجميع الخوف وأخذت الجدة تدعو الله أن يخلصهم مما هم فيه.

وسألهم الجندي العراقي عن وجهتهم، فأجابوا بأنهم ذاهبون إلى السعودية، فأشار عليهم أن يسلكوا طريقاً معيناً دلهم عليه.. وبعد أن تجاوزوه بقليل سألت الجدة ابنها قائلة: هل أعطيت الجندي ماء وطعاماً؟.. فقال: لا.. ولماذا لا تعطيه.. الحمد لله الذي أنجانا من شره.

قالت الجدة: إنه مسكين، لا شك أنه محتاج إلى الماء والأكل.. ارجع لنعطيه ما يحتاج إليه.

احتج جميع من في السيارة على رأي الجدة، لكنها أصرت على رأيها.

عادت السيارة إلى الجندي، وتم إعطاؤه الماء والأكل..

فقال لهم الجندي: لا تذهبوا من الطريق الذي أرشدتكم إليه فهو مليء بالألغام ونقاط التفتيش.. كنت أريد بكم سوءاً، أما الآن وقد أعطيتموني الماء والطعام فاسلكوا الطريق الآخر فهو طريق آمن ولن يعترضكم فيه أحد، وأشار نحو الطريق.

فقالت الجدة: أرأيتم كيف أن الله عز وجل سلمنا من خطر عظيم كدنا نقع فيه بسبب هذه اللقمة البسيطة والشربة القليلة، فاحمدوا الله واشكروه واحرصوا على عمل الخيرات خاصة الصدقة، فإن الصدقة تقي مصارع السوء.