مما لاشك فيه أن الصيام مدرسة تربوية أخلاقية شاملة وعلى الوالدين اغتنامها في تعزيز تربية صغارهم ومن أهم دروسها الصبر فينبغي تعليم الأطفال فن الانتظار والغنائم التي سيحصل عليها من صبره مثلا عندما يلح عليك ابنك أيتها الأم في جوعه ويلوّح بنفوره من الصوم أسمعيه «اعرف أنك تريد أن تأكل وأشعر بجوعك فأنا مثلك ولكن إذا انتظرنا وصبرنا تضاعف أجرنا وتلذذنا بالطعام والشراب أضعافا أجرا من عند الله وإغاظة للشيطان الرجيم وانتصرنا «. وكذلك بالتشجيع والمكافئة عندما يقوم بتنفيذ مهمة على أقل قدر من الصبر في الأوقات الأخرى غير الصيام فهو يعمل ذلك يثبت لذاته أنه صبور وهكذا يتعلم الصغير معاني الصبر السامية وكذلك على الأب أن يوضح لأبنائه مفاهيم الصبر المتنوعة حسب أعمارهم بالأمثال تارة والتشبيهات والحكايات تارة أخرى فمثلا أن يشرح لهم أن ذروة معالي الأخلاق لا يصلها الإنسان إلا إذا هذب نفسه بارتقاء سلالم الصبر وأن يتمالك نفسه ويشغل عقله في وقته بما يعينه ويفيده ويغتنم الأوقات بالأفضل والأبقى ولا يتأفف فالشكوى لمن يدرك الثمرة ومع ذلك يتذمر تعتبر مذلة! ويجب تدريب الأطفال على حمد الله على أن صبرهم من المستطاع ومؤقت فالبقاع الأخرى التي تشكو فقرا مدقعا تصبر طيلة حياتها ومن المهم تعزيز الصبر بإيجابيته فهذا مما ينشئ الأطفال على محبة الله ورسوله منها تذكير الأبناء أن الله مع الصابرين.