لقد كان أمراً بدهياً.. المسلمون ضعفاء مستضعفون، وأقوياء العالم يتسلطون على مقدراتهم ويولون عليهم من يهدر ثرواتهم، ليمعنوا في ضعفهم.. فما العمل؟ (ولنضرب المستكبرين في عقر ديارهم، ولنحرر المسلمين وثرواتهم من جورهم)..
كلام يغلي له دم المسلم، وينتشي به الأمل، وتتراءى له أيام العزة والكرامة..
وبعد عقود من ملاحقة أعداء الأمة أينما ثقفوا، وطردهم من ديار مسلمين هم بحاجتهم، ومحاولة تفجر أساطيلهم الحربية وغزوهم بالطائرات المدنية المختطفة والأحذية الملغمة والعبث ببلاد الإسلام وأهلها وما فيها من خيرات، (فحصر الجهاد العظيم) في ابتلاء فقراء المسلمين في أفغانستان ومجاهل باكستان والصومال واليمن بصراعات وحروب أهلية جلبت لهم ويلات فوق ويلاتهم وأسكنت فيهم الجوع والسقم بعد أن أتت على ما تبقى لديهم لهم ولأمتهم، وأطلق شرارة البدء لمحاولات طرد الإسلام والمسلمين من أوروبا وأفريقيا وبقاع في العالم لا تحصى..!
أي نصر هذا؟
بل أي هزيمة نكراء هذه التي وصلت بهم إلى اختطاف مسلم مسالم لمقايضته مقابل كسرة خبز من ثروة الإسلام التي يزعمون الغيرة عليها؟
ترى ما الذي هزمهم؟ هل هو جيش أمريكا العرمرم؟
هل هو آلاف القتلى والجرحى منهم وتكاليف الحروب الباهظة التي أثقلت اقتصادهم؟ هل هي دروناتهم التي لاحقت فلول الإرهاب في جحورهم؟
لا، وألف لا..
إنها رؤية رجل مؤمن صادق الإيمان يؤمن بأفضيلة المؤمن القوي ويعرف معناها.. مؤمن رأى طريق الصواب فسلكه لا يلوي على شيء، لأنه يعرف جيداً أن المسلم القوي لا يكون إلا بالأخذ بسبل القوة وأن عليه أن يتعلم علوم القوة الفعلية.. بناء وإنتاج ومنافسة، يدعمها مهادنة الأقوياء ومحاورتهم وتيسير الاستفادة منهم.
لقد سمعتها بأذني من أحد غلاة الصهاينة الأمريكي عندما قال (إن طالباً سعودياً واحداً يعيش بيننا ليتعلم طريقتنا سيكون أكثر نفعاً لأمته وأخطر علينا من القاعدة، واسألوا عبدالله بن عبدالعزيز عن النظرية التي هزمت الإرهاب.
والله الموفق