إن التحولات العميقة في ثقافة المجتمع وتغيّر أنماط الحياة والتحولات الحضارية السريعة، وضعف الوازع الديني وضعف العلاقات الأسرية والتفكك الأسري بسبب الطلاق والخلاقات الشديدة بين الوالدين وغفلتهما عن تربية الأبناء، وزيادة التعقيدات والضغوط النفسية والاجتماعية على الأسرة، والبيئة السيئة الراغبة في تقليد الآخرين، وضعف الأداء الاجتماعي لمؤسسات المجتمع، كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية والنفسية للشباب والتي ربما أدت بدورها إلى ظهور اضطرابات الشخصية وتبني سلوكيات منحرفة من بعض فئة الشباب وخاصة ما يلاحظ من انحراف الأحداث والذي تمثل في انتشار السرقات بأنواعها والاعتداء على الآخرين وكثرة المشاجرات واستخدام بعض الأسلحة المختلفة في هذه المشاجرات والتي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، ومن الانحرافات التي انتشرت بين الشباب انتشار ظاهرة التدخين بين صغار السن والمراهقين والتي تعد بوابة إلى تعاطي المخدرات التي تفشت في الآونة الأخيرة بين فئات بعض الشباب، مما يستوجب الوقوف أمام زحفها الهائل والتصدي لشرورها العظيمة الفتاكة، فهذه بعض القضايا المتعلقة بالشباب الاجتماعية، والنفسية، والسلوكية.
ولكي نحمي شبابنا من الانحرافات الفكرية والاجتماعية توجيه طاقاتهم بما يعود عليهم بالنفع وعلى مجتمعهم بالتقدم والرقي لذا اقترح الحلول المناسبة الآتية:
1. إجراء الدراسات والبحوث العلمية لقضايا الشباب المختلفة والمشكلات الأسرية من قبل المراكز المتخصصة في المملكة.
2. رصد ودراسة القضايا والظواهر والمشكلات الاجتماعية المرتبطة بالشباب ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة لها.
3. إقامة العديد من اللقاءات العلمية والثقافية لمناقشة المشكلات الأسرية ومشكلات الشباب التي يعاني منها المجتمع من قبل الجهات الحكومية والاهلية ذات العلاقة.
4. تدعيم الجانب الديني والثقافي للشباب عن طريق المحاضرات والندوات ووسائل الاتصال الحديثة لكي تسهم في حل مشكلات الشباب.
5. الاهتمام بالتعليم التربوي واتباع الأساليب التربوية العلمية المتطورة في المناهج التعليمية لبناء جيل المستقبل على قاعدة متينة من الوعي والتربية.
6. القضاء على مشكلة البطالة وذلك بتوفير فرص متكافئة في العمل لفئة الشباب.
7. ملء وقت فراغ الشباب بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وخاصة في العطلات الأسبوعية والرسمية.
هذه بعض مشكلات الشباب التي يعاني منها والحلول المناسبة لها وفي الختام أدعو جميع المؤسسات الحكومية والعلمية والخيرية العاملة في مجال الشباب في المملكة إلى الاستفادة من هذه الحلول لكي نسهم جميعاً في الارتقاء بمستوى الشباب فكرياً وعلمياً وعلاج ما يعترضهم من مشكلات.
وزارة التعليم العالي