ما زال مسلسل الحوادث المأساوية مستمراً بسبب غياب أجهزة الجهات الرقابية في محافظة حريملاء والتي تنطلق من شعابها شاحنات المستثمرين في قطاع الحجر وعلى الرغم من أثرها على البيئات المحيطة بالمحافظة وتدميرها للجبال وتغييرها معالم التضاريس الطبيعية وما نجم عنها من كثرة الأتربة وتصاعد الغبار بكثافة أثناء هبوب الرياح ناهيك عن إلحاق الضرر الجسيم بالطريق الموصلة بين المحافظة والعاصمة الرياض على الرغم من وجود محطة الوزن على الجانب الأيمن من الطريق باتجاه العاصمة فتلك الشاحنات لا تتوقف عن المسير ذهاباً وإياباً عبر هذا الطريق الذي تشعر بتأثره أثناء سيرك عليه، ذلك المسلسل المأساوي ما زال مستمراً في كل مرة ضحية من المرتادين، وكان آخر تلك الحصيلة مصرع أسرة مكونة من أربعة أشخاص قضوا في الحادث بعد ارتطامهم بإحدى الشاحنات بتاريخ 25-6-1433هـ في ظل قصور كبير من المسؤولين بالمحافظة وعلى الرغم من العديد من الشكاوى التي تقدّم بها المواطنون في محافظة حريملاء، وقد شجع ذلك الغياب غير المسؤول أصحاب تلك الشاحنات على التنافس في نقل أكبر كميات من الصخور غير مبالين بوسائل السلامة في سياراتهم التي حطّمت العديد من المركبات وملأت البيوت بالأحزان والمعاناة ولم تكن تلك الشاحنات وحدها سبب تكرار الحوادث المفجعة، بل الموافقة على إقامة منطقة صناعية لا تبعد عن الطريق الرئيس إلا خمسين متراً وكذلك أعمدة الكهرباء التي تجافي الطريق ولا يكاد يفصلها عنه إلا عشرة أمتار أو تزيد، وآخر تلك التجاوزات السمح بافتتاح محطة وقود مع عدم اكتمال جوانب السلامة في الدخول والخروج منها، وافتقار الطريق إلى سياج بين الاتجاه في هذا الطريق الحيوي الذي يربط العاصمة بالمحافظات الواقعة غربها.
لذا نناشد صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض - حفظه الله ورعاه- بالتكرّم بالنظر في أمر هذه الطريق ومحاسبة من ثبت تقصيره من المسؤولين بالمحافظة، فالمواطن في ميزان القيادة والوطن من أغلى ثرواته.
محافظة حريملاء